لندن (زمان التركية) – لا يزال الوضع في سوريا يسيطر عليه الضبابية وعدم الوضوح، فعلي الرغم من الانتصارات العسكرية التي حققها نظام الأسد في سوريا، إلا أن عزلته عن الدول العربية والأوربية المناهضة لسياساته وتجاوزاته التي اقترفها بحق المدنيين، أدت إلى تفاقم الأزمة والتي لم يستطع حلفاء بشار سواء روسيا أو إيران حلها.
في هذا السياق اعتبر الصحفي والإعلامي السوري غسان إبراهيم أن روسيا التي كانت تحاول فرض النظام السوري كما هو دون أي تغييرات، بدأت في الحديث عن تشكيل دستور جديد كمقدمة لإيجاد حل سياسي للوضع الراهن في سوريا، كما بدأت تتفهم جيداً أهمية الوصول إلى تفاهم مع الدول العربية، خاصة بعدما اعترضت المملكة العربية السعودية على عودة نظام بشار الأسد إلى الجامعة العربية بسبب التصاقه بإيران واعتباره خادمًا لها .
ولفت الإعلام السوري خلال حديثه مع قناة “الحدث الإخبارية” إلى أن قلق موسكو من تقارب نظام الأسد والتصاقه بإيران جعل خطوتها تتجه نحو التفاهم مع الدول العربية التي تريد خروج إيران من سوريا.
وأضاف إبراهيم أن روسيا تدرك جيداً أنه لا قيمة للانتصار العسكري في سوريا طالما النظام معزولاً، فالجميع يعلم أن عزلة النظام أدت إلى الانهيار الاقتصادي وعدم قدرته على توفير أدنى احتياجات المواطنين، مما أدى الي استياء الشعب السوري من إدارة النظام للأزمة حتي الموالين له.
وأشار الإعلامي السوري في حديثه إلى تضييق الدول الأوربية الخناق على النظام السوري، ووضع أكثر من 7 وزراء سوريين و72 مؤسسة تدعم النظام على قوائم العقوبات، بمعني أن الجميع يسعى بالضغط على النظام ومحاولة الاستفاده من تدهور الأوضاع لديه وعدم استطاعته على تحويل النصر العسكري إلى أمر واقع جديد.
وتوقع غسان إبراهيم أن هذه الضغوط من الجانب العربي والأوربي، ستؤثر في المستقبل القريب على كينونية النظام السوري، لأنه لم يستطع بهذه الحالة من تخطي أزمته حتي أن حلفائه سواء كان إيران أو روسيا لا يمكنهم حلها، زاعمًا أن النظام السوري سيخضع بشكل أو بآخر للحل السياسي الذي يلبي مطالب الشعب السوري من وضع دستور جديد وانتخابات جديدة ومرحلة انتقالية، وهذا ما تدعمه الدول العربية والتحالفات الأوربية، على حد قوله.