القاهرة (زمان التركية) – تقدِّم حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان نفسها للعالم، بكل ما تفعله من تجاوزات، كنموذج للحكومات الإسلامية، وهذا ما يعارضه الكثير من الكتاب والمحللين لما له من دور في تشويه صورة الإسلام وقيمه.
فقد نشرت الصحفية والكاتبة المعروفة بجريدة الأهرام أسماء الحسيني مقالاً تحت عنوان “خيانة أردوغان” تناولت فيه ما قاله المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن في مقاله لصحيفة “لوموند” الفرنسية حول فشل نظام أردوغان في تطبيق الديمقراطية التركية، وأن هذا الفشل ليس نابعًا من تمسكه بالقيم الإسلامية، بل نابع من خيانته لها.
ووصفت الصحفية المصرية مقال “كولن” بالمرافعة عالية المستوى عن الإسلام الذى أصبحت تنسب إليه كل الشرور والفشل فى التجارب التى ترفع باسمه، وكأنه هو المسئول عن الإخفاق، ومعادٍ للديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان والحريات.
وأشارت في مقالها إلى قول “كولن” إن الإسلام ليس على عداء مع الديمقراطية، وأن الإسلام ليس أيديولوجيا، وإن كانت به تعاليم وإرشادات حول الحكم، لكن حصره فى ذلك الأمر هو جرم صارخ بحق الإسلام.
كما لفتت إلى الرد القوي للمفكر التركي وملهم حركة الخدمة على مصطلح الدولة الإسلامية، فالدولة فى رأيه وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها، واعتبر أن الطريقة التشاركية أو الديمقراطية تتناغم مع روح الإسلام.
وترى الصحفية أسماء الحسيني أن مقال كولن بصحيفة “لوموند الفرنسية” جاء كعريضة اتهام بحق نظام أردوغان أيضًا، وأشارت إلى قوله “إن أردوغان كان قدم بعض الإصلاحات الديمقراطية فى بداية حكمه، ثم حاد عنها منذ عام 2011 بعد انتخابه لفترة ثالثة”، و “أردوغان قد أفسد التجربة الديمقراطية فى تركيا بإحكام قبضته على جهاز الدولة، وملاحقة واعتقال مئات الآلاف ممن ينتقدون سياساته”.
كما اتهم كولن خلال مقاله أردوغان بالإساءة للإسلام بما ارتكبه من خيانة صارخة لقيمه، وما اقترفه من انتهاكات تنسب للإسلام زورًا وبهتاناً، وانتقده لمحاولاته فرض أيديولوجيا على الشعب التركى المتعدد الأعراق والثقافات والإيقاع بين أطياف المجتمع، واعتبر ذلك اعتداء على الكرامة الإنسانية.
وفيما يلي النص لكامل لمقال الكاتبة أسماء الحسيني:
خيانة أردوغان
إن فشل التجربة الديمقراطية التركية لم يكن بسبب التمسك بالقيم الإسلامية، بل نتيجة لخيانتها..كان ذلك ملخص ما ذهب إليه الداعية التركى فتح الله جولن مؤسس حركة الخدمة فى مقال لافت بصحيفة لوموند الفرنسية فى 25 فبراير الماضى. وقد قدم المقال مرافعة رفيعة المستوى عن الإسلام الذى أصبحت تنسب إليه كل الشرور والفشل فى التجارب التى ترفع اسمه، وكأنه هو المسئول عن الإخفاق، ومعاد للديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان والحريات.
وقد انبرى جولن ليؤكد أن الإسلام ليس على عداء مع هذه القيم، ورد على من يزعمون بالتعارض بين الدين والديمقراطية، كما أكد أن الإسلام ليس أيديولوجيا، وإن كانت به تعاليم وإرشادات حول الحكم، لكن حصره فى ذلك الأمر هو جرم صارخ بحق الإسلام. ورد جولن بقوة على مصطلح الدولة الإسلامية، فالدولة فى رأيه وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها، واعتبر أن الطريقة التشاركية أو الديمقراطية تتناغم مع روح الإسلام.
وقد جاء المقال كعريضة اتهام بحق نظام أردوغان، الذى قال جولن إنه قدم بعض الإصلاحات الديمقراطية فى بداية حكمه، ثم حاد عنها منذ عام 2011 بعد انتخابه لفترة ثالثة، واتهم جولن أردوغان بالإساءة للإسلام بما ارتكبه من خيانة صارخة لقيمه، وما اقترفه من انتهاكات تنسب للإسلام زورا وبهتانا، وبمحاولاته فرض أيديولوجيا على الشعب التركى المتعدد الأعراق والأديان والثقافات، وهو ما اعتبره جولن اعتداء على الكرامة الإنسانية، فضلا عن محاولاته الإيقاع بين أطياف المجتمع التركى، وتحريضها ضد بعضها البعض، وأكد جولن أن أردوغان أفسد التجربة الديمقراطية فى تركيا بإحكام قبضته على جهاز الدولة، وملاحقة واعتقال مئات الآلاف ممن ينتقدون سياساته.