علي أونال
“ما ساء عمل قوم إلا زينوا مساجدهم” حديث شريف.
كان المسجد النبوي عبارة عن 4 جدران، وكان الصحابة يصلون على الرمال الحارة وعلى الطين حين تهطل الأمطار إلى عهد سيدنا عثمان (رضي الله عنه) الذي غُطي فيه سقف المسجد. وبدأ تزيين الجوامع حين ظهر الضعف في الإيمان والحياة الدينية. فالدول الكبرى والحضارات بُنيت من المغارات والأكواخ وتهدمت بالقصور الفاخرة. وإن الأشخاص والدول يعملون على ملء الفراغ الذي يعيشونه في داخلهم والضعف في قلوبهم بالمظاهر الخارجية. وكلما ازدادت الثغرات التي تسببها الأمراض القلبية في الداخل ازدادت بالمقابل المظاهر والاهتمام بها في الخارج . وقد عبر الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي (رحمه الله) عن هذه الحقيقة بقوله: “مصدر الكبر هو الإحساس بالدونية ومصدر الغرور هو الضعف القلبي. والعجز هو منشأ المعارضة”. أي إن الشخص العاجز لا يقوم بما يجب القيام به من أجل الإسلام بل ينتقد ويتهم من يقوم به، ويبحث عن البطولة في المعارضة مثل الذين يدعون الإسلامية عن طريق الخطاب المعادي الشكلي والقولي فقط لأمريكا وإسرائيل. ومثل حزب العدالة والتنمية الذي يتحرى البطولة في التظاهر بمعاداة إسرائيل في الخطابات السياسية، ثم يقدم لها دعما كبيرا خلف الستار.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] إن الشخص العاجز لا يقوم بما يجب القيام به من أجل الإسلام بل ينتقد ويتهم من يقوم به، ويبحث عن البطولة في المعارضة مثل الذين يدعون الإسلامية عن طريق الخطاب المعادي الشكلي والقولي فقط لأمريكا وإسرائيل. ومثل حزب العدالة والتنمية الذي يتحرى البطولة في التظاهر بمعاداة إسرائيل في الخطابات السياسية، ثم يقدم لها دعما كبيرا خلف الستار.[/box][/one_third]وقد عبر القرآن الكريم عما تنبئ عنه القصور من أمثال القصر الأبيض من خلال قوله تعالى:
“وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ ( بدأت فيها خدمة إسلامية ) إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ 94 ثُمَّ ( إذا لم يؤمنوا تبدأ المراحل التي تؤدي إلى الهلاك) بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء ( فأما نحن ففي راحة دائمة!) فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 95”. سورة الأعراف
وقال تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً ( جزاء بما كسبوا واستحقوا ) أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ( عن طريق سنة الله التي تتعلق بحياة المجتمعات ) فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا 16″ سورة الإسراء
وإن القصر الأبيض يرمي، في السياسية المتبعة فعلا، إلى تحقيق أهداف لا يشعر الناس بها للأسف. فالنظام الإداري في تركيا يتشكل من جديد. كان من المعلوم وجود دولة مشرفة ” دولة حكم ” أو قوى مؤثرة خلف المباحثات مع حزب العمال الكردستاني في أوسلو. وهناك مجموعات تؤدي دور الحكم وتعمل مع الدول المشرفة والحكماء . مثل مجموعة” ذي أيلدرز” The Elders ومجموعة الأزمات التي أُسست من قبل قادة عالميين من أمثال: مورتون أبراموفيتش والسيناتور جورج ميتشل. ويوجد في مجلس إدارتها قادة عالميون أمثال: مورتون أبراموفيتش وويسلي كلارك وجورج سوروس وخافيير سولانا، ورئيسها الفخري هو أحد رؤساء جمهورية فنلندا القدامى مارتي أهتيسآري. وهم يصرحون بأن أنجح أنشطتهم هي التي أنجزوها من خلال مباحثاتهم السرية. وقد أجرى مارتي أهتيسآري جولتين من مباحثاته السرية الأولى في 17 سبتمبر/ أيلول 2010 والثانية مع رجب طيب أردوغان في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 وفي القصر الأبيض. وقد أصدرت المجموعة تقريرا في 6 نوفمبر كان عنوانه: “تركيا وحزب العمال الكردستاني PKK: إنقاذ مسيرة السلام”. ويحتوي هذا التقرير على مواد الاتفاقية التي تم التوفق عليها في أوسلو. وما نعيشه في هذه المرحلة هو عبارة عن مسرحية لتطبيق كل ما ورد في تلك الاتفاقية مرحلة بعد الأخرى بشكل وطريقة تجعل الشعب يتقبلها. وإن تركيا ترغم على السير خطوة بخطوة نحو الانقسام من جهة. ومن جهة أخرى تتحول إلى دولة لا ديمقراطية فيها على الطريقة البعثية حيث تمسح فيها الجماعات الإسلامية كلها وتوضع مكانها جماعة متكونة من مدارس الأئمة والخطباء التابعة للدولة ووقف الخدمات من أجل الشباب والتربية TÜRGEV (التي يترأسها بلال أردوغان نجل رجب طيب أردوغان)، وتكون فيها التشريع والتنفيذ والقضاء والجيش والمخابرات والشرطة تحت سيطرة أصحاب فكرة واحدة. وإن القصر الأبيض ينبئ عن ذلك أيضا.