محمد أبو سبحة| (زمان التركية) – قال مساعد رئيس حزب حماة الوطن في مصر، اللواء محمد الغباشي، إن القاهرة لم ولن تسعى لتطبيع العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدًا على وجود رفض شعبي قوي للتعامل مع النظام الحاكم في تركيا.
وقال الغباشي في مقابلة مع (الزمان التركية) اليوم الأحد على هامش “القمة العربية الأوربية” في شرم الشيخ، “لن يطلب أحد لقائه ولن يطلب أحد ذلك، فيداه ملوثة بدماء الأكراد في شمال العراق وسوريا، ولا يكف عن ملاحقة معارضيه في الخارج، وأردوغان باختصار إنسان يظهر عكس ما يبطن ولا أمان في التعامل معه”.
جاء ذلك تعليقًا على ما صرح به أمس أردوغان خلال لقاء تلفزيوني حول اشتراطه صدور عفو عام عن السجناء في مصر لقبول لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، على حد تعبيره.
رفض شعبي في مصر لأردوغان
وقال اللواء محمد الغباشي إن جميع المصريين يرفضون العلاقات مع نظام حزب العدالة والتنمية، مشيرًا إلى أنه “ليس من المقبول شعبيا قبل أن يكون رسميا أن يكون هناك تطبيع في العلاقات مع تركيا التي تأوي عناصر إرهابية”، لكنه أوضح أن ذلك يختلف تماما بالنسبة للشعب التركي.
وقال إنه حتى يفهم العالم حقيقة الرئيس التركي “يجب فضح مواقف أردوغان في الداخل، خصوصًا ما حدث من انقلاب صوري في 2016، استغله في تصفية كل معارضيه، ومنح نفسه صلاحيات واسعة”، مؤكدا أن كل هذه المواقف تحتاج إلى توضيح وبيان للرأي العام العالمي، مشيرا إلى أن أردوغان “قام بأكبر عملية فصل تعسفي من العمل” لموظفين مدنيين في قطاعات كبيرة من الدولة، بالإضافة إلى الموظفين العسكريين، انتقدته منظمة العفو الدولية ومؤسسات حقوقية دولية.
وأوضح اللواء محمد الغباشي أن أردوغان يلجأ إلى نوعين من الخطاب، أحدهما شعبوي يستخدمه لفرض نفوذه على العالم العربي والإسلامي وتحقيق حلمه في الخلافة، والآخر عنتري يستخدمه أمام الاتحاد الأوروبي وأمريكا ليوحي لهم أنه زعيم العالم العربي والإسلامي.
تناقض في مواقف “الخليفة”
ويلفت “الغباشي” إلى التناقض في مواقف أردوغان ذي الخلفية الإسلامية حيث يشير إلى أنه “سمح بتنظيم الدعارة ولم يوقف أنشطة المثليين جنسيًا” في تركيا، بينما يطمح إلى قيادة العام الإسلامي الذي يتحفظ على هذه الممارسات. أشار كذلك إلى أنه يهاجم إسرائيل بينما التعامل العسكري والاقتصادي مع تل أبيب على أشده.
المعارضون الأتراك بمصر في أمان
وحول التخوفات لدى المعارضين الأتراك في مصر من أن ينالهم مصير الأتراك الذين يلاحقهم أردوغان في دول أخرى، قال اللواء الغباشي “أتصور أنه لن يحدث، لأن الدولة تعي تماما كيف تتعامل مع النظام الذي يأوي الإرهابيين والمنصات الإعلامية التي تهاجم مصر”.
وفي السياق أوضح أن أردوغان يعلم تماما أن ضغوطه على الدولة المصرية تتيح له القيادة المنفردة التي يحلم بها، لذلك يحافظ على هذا النهج، في إشارة إلى حفاظه على بقاء عناصر الإخوان المسلمين داخل تركيا لاستثمارهم في الهجوم على مصر.
وجدد مساعد رئيس حزب حماة الوطن التأكيد على أن “مصر ترفض لقاء أردوغان طالما هو يأوي أشخاصا محكوم عليهم بالإعادم، يستخدمهم كمصدر زعامة وجواز مرور أمام أمريكا والاتحاد الأوروبي”، حسب تعبيره.