يقوم جمع غفير من عاملات النحل عند الفجر البارد أو عند هبوط درجة الحرارة، بالتجمع حول الخلايا وتغطيها بكثافة -كأنها تحتضنها- لتحمي البيض وتزوده بأجسامها الصغيرة الناعمة بالحرارة اللازمة!
وأما الأمر الآخر الذي يثير العقول ويأخذ بالألباب، هو الطريقة التي تتبعها هذه المخلوقات في التبريد عند ارتفاع حرارة الجو… ففي هذه الحالة تقوم بعض عاملات النحل بتحريك أجنحتها للتهوية، فيتشّكل إثرها تيارًا هوائيًّا يتم من خلاله دفع الهواء البارد إلى داخل الخلية! أما إذا كان الحر شديدًا، فتقوم بعض هذه العاملات بتحريك أجنحتها بسرعة فائقة، وبعضها الآخر برش الماء على عيون الخلية لتلطيف جوها وإعادة درجة حرارتها إلى الحالة الطبيعية التي كانت عليها؛ وهي 32 درجة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، لا في الحر ولا في البرد!
من أين تعلّمت هذه المخلوقات كل هذه الأمور يا ترى؟! ألا يعني هذا، أن نظام التكييف والتدفئة تم استخدامه من قبل ملايين السنين؟!
بقلم/ نور الدين صواش