إسطنبول (زمان التركية) – زعم رئيس حزب الوطن اليساري المتطرف في تركيا دوغو برينتشاك في مقال نشرته جريدة “آيدينليك” التركية اليومية الناطقة باسم حزبه، أن تركيا وصلت إلى نهاية عصر أردوغان وأنه لن يستطيع وقف موجات الإفلاس في البلاد من خلال توزيع الشاي على المواطنين.
وأوضح دوغو برينتشاك الذي تحالف مع أردوغان وخرج من السجن بعد أن كان محكوما عليه في إطار قضية أرجنكون -تنظيم الدولة العميقة-، أن أردوغان في كل اجتماع له مع عمداء القرى والأحياء يزعم أن الأوضاع الاقتصادية جيدة للغاية، إلا أن الواقع خارج القصر يرثى له.
وأشار إلى تصريحات عمدة قرية “بايندير تيشفتشي جالدي” مصطفى تشاكار في اجتماع المنتجين بمدينة إزمير، والتي قال فيها: “لا نجد وقتا حتى لحك رؤوسنا، من كثرة توزيع أوراق وسندات الحجز على ممتلكات المواطنين. لقد أصبح أهالي القرى غير قادرين على سداد مديونياتهم للبنوك. ويكون مصيرهم السجن. نحن نتألم من الداخل”.
وقال برينتشاك في مقاله: “إن أردنا حصر المزارعين المتعثرين في سداد مديونياتهم، يتوجب علينا إجراء مسح سكاني كامل، حيث إن الجميع مدينون. الجميع من جميع الفئات والطوائف أثقل عاتقهم بالديون؛ من مصنعين وتجار وباعة وعمال وموظفين. حتى الدولة نفسها مدانة، وكذلك مستثمرو القطاع الخاص. البلديات أيضًا مكبلة بالديون إلى أقصى حد. لقد أصبحنا أمة مثقلة بالديون”.
وأكد برينتشاك في مقاله أن الجميع أصبح يفر ويهرب من الدائنين، قائلًا: “حتى الدائن نفسه يهرب من دائنه. هذا هو الوضع الذي وصلنا إليه”.
كما قال برينتشاك: “لقد وصلنا إلى نهاية ذلك العصر. وأصبحنا على أعتاب عصر جديد. لن يستطيع أحد بعد الآن خداع المواطنين بالأكياس البلاستيكية! لن يستطيعوا وقف الإفلاس”.
وكانت حكومة حزب العدالة والتنمية أعلنت في الفترة الأخيرة وضع تسعيرة للأكياس البلاستيكية بقيمة 25 قرشًا، وعد إتاحتحها بشكل مجاني، وتوفير أكياس قماشية، من أجل الحد من تلوث البيئة.
من هو دوغو برينتشاك المثير للجدل؟
خطف دوغو برينتشاك الأضواء عبر مواقفه الحساسة في اللحظات الحرجة طيلة تاريخ السياسة التركية. فمع ضآلة نسبة الدعم التي يحصل عليها في الانتخابات التي لا تتجاوز 1%، فإنه تمتع حتى اليوم بنفوذ قوي في أجهزة الدولة، خاصة في أجهزة الأمن والقضاء والجيش، ولعب أدوارًا حاسمة في تلميع أو تشويه حركات ومجموعات سياسية أو مدنية، بفضل علاقاته “الغامضة” و”المثيرة” مع بؤر القوى الداخلية والخارجية.
أسّس برينتشاك أربعة أحزاب وترأسها، وهي حزب العمال والفلاحين (1978-1980)، والحزب الاشتراكي (1991-1992)، وحزب العمال (1992–2015)، وحزب الوطن (15 شباط 2015 –حتى الآن).
أصدر برينتشاك صحيفة يسارية علمانية باسم “آيدينليك ” (Aydınlık)، وقاد المجموعة التي تكوّنت حول هذه الصحيفة. واللافت للانتباه أنه دعم في تسعينات القرن الماضي حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وعمل على تشتيت اليسارية التركية من خلال توظيف اليسارية الكردية. حتى إنه كان يشرف على مجلة (نحو 2000) التي تحولت إلى متحدث باسم العمال الكردستاني. وأجرى برينتشاك، الذي كان يمثل اليسارية التركية حينها، لقائين مختلفين مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي كان يمثل اليسارية الكردية، أحدهما في عام 1989، والآخر في عام 1991، والتقطتهما عدسات الكاميرا وهما يتبادلان الزهور فيما بينهما، في أحد المعسكرات التابعة للعمال الكردستاني، على الرغم من أنهما يظهران اليوم العداء لبعضهما البعض، حيث يقدم برينتشاك نفسه في الوقت الراهن “قوميًّا وطنيًّا علمانيًّا” يجاهد ضد أوجلان الذي يحاول “تقسيم” تركيا.
عُرف برينتشاك بمواقفه المصلحية المتقلبة، ولا يخفى أنه لا يتبني أي دين أو فكر أو توجه إيديولوجي معين؛ إذ يقف اليوم إلى جانب “المعسكر الأوراسي” بقيادة روسيا والصين وإيران، لكنه كان قبل ذلك يدافع عن “المعسكر الغربي” بقيادة أمريكا وبريطانيا ويصف الاتحاد السوفيتي بـ”الإمبريالي”؛ ويعلي اليوم من شأن “القومية التركية الطورانية”، غير أنه كان يصف تركيا من قبلُ بـ”الدولة المحتلة” لجزيرة قبرص، ويعترف بمزاعم الإبادة الأرمنية على يد الدولة العثمانية.
برينشتاك يعترف بنتنصته على هاتف أردوغان
وقد أعلن برينتشاك في برنامج على قناة “أولوصال تي في” أن حزبه من كشف فضائح فساد حكومة أردوغان وليس حركة الخدمة كما يزعم، إذ قال: “بعض الناس يزعمون أن حركة الخدمة هي من كشفت فضائح الفساد والرشوة في تركيا سنة 2013، ولكن هذا خطأ لأننا من فضحنا هذه القضايا قبل ذلك، ونحن من نشرنا التسجيلات السرية الخاصة بأردوغان، حتى إنهم اعتقلونا بسبب هذا وأنا قلت هذا أمام المحكمة، كما أنه يوجد لدينا 38 تسجيلاً صوتيا لأردوغان يمكنكم الاطلاع عليها وكلها متعلقه بالفساد والرشوة”.
شاهد الفيديو الذي يعترف فيه برينتشاك تنصته على مكالمات أردوغان: