أنقرة (زمان التركية) – نشر الصحفي التركي المخضرم، أحمد دونماز، وثيقة رسمية جديدة صادمة بشأن المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016، بعد أن نشر قبل أسبوع وثيقة رسمية أخرى هزت الرأي العام في تركيا والعالم.
وكشفت الوثيقة التي نشرها دونماز أن وحدة مكافحة الإرهاب تفقدت عناوين رؤساء تحرير صحيفة “زمان” للتثبت من استمرار إقامتهم فيها من عدمها، وذلك قبل ثلاثة أيام من المحاولة الانقلابية، ما يدل على أن السلطات كانت على علم مسبق بالمحاولة وأعدوا قائمة الأسماء الواجب اعتقالها بتهمة الانقلاب سلفًا.
وتبين أن وثيقة المحضر التي صدرت بتاريخ الثاني عشر من يوليو/ تموز عام 2016، وتضمنت عناوين 28 شخًصا، تحمل توقيع مسؤولين أمنيين.
وكان تبين في وقت سابق أن القضاة ومدعي العموم أجروا دراسة مشابهة، حيث كان نائب رئيس هيئة القضاة ومدعي العموم، محمد يلماز، أعلن أنهم أنهوا عمل ألفين و730 قاضيًا ومدعيًا عامًّا في الساعة الواحدة من ليلة الخامس عشر من يوليو/ تموز.
وهذا فضلاً عن أن قائمة الأسماء المطلوبة في إطار تحقيقات الانقلاب كانت تضمّنت عديدًا من الأسماء التي كانت قد توفيت في وقت سابق.
وأعاد الكاتب الصحفي دونماز ما تعرض له قائد القوات الجوية السابق الجنرال “أكين أوزتورك”، الذي زعمت السلطات أنه “بطل الانقلاب العسكري”، حيث أعلنت وكالة الأناضول الرسمية عن حصولها على محضر إفادات الجنرال، ونقلت عنه بالتفصيل اعترافاته الخاصة بالانقلاب، وذلك قبل أن تبدأ النيابة العامة التحقيق معه.
وبعد تحقيق النيابة العامة مع الجنرال أوزتورك، تبين أنه رفض الاتهامات الموجهة إليه جملة وتفصيلاً، وأدلى بإفادات متعارضة تمامًا مع ما ورد في خبر وكالة الأناضول الرسمية، الأمر الذي أجبر وكالة الأناضول إلى حذف خبيرها الأول من موقعها الإلكتروني وإضافة إفاداته الجديدة، ومن ثم ثبت أنه الجنرال تعرض لتعذيب شديد للتوقيع على الإفادات السابقة.
وكان الكاتب ذاته كشف يوم الرابع من الشهر الحالي الستار عن تقرير أعدته السلطات القضائية أيضًا بشأن المحاولة الانقلابية ويسرد أحداثًا لم تكن قد وقعت بعدُ، الأمر الذي أيد أطروحة “الانقلاب المدبر”، الذي استخدمته المعارضة التركية لتفسير أحداث الانقلاب والتأكيد على أنها عبارة عن “سيناريو دموي” معد سلفًا.
وقال دونماز الذي نشر نسخة من الوثيقة التي وصلت إليه عبر مصادره الخاصة ولم تنفِ صحتها السلطات التركية حتى اللحظة، إن الوثيقة محضر رسمي أدرج ضمن ملفات قضية “قاعدة أكينجي” العسكرية الانقلابية.
وحمل التقرير الذي من المفهوم أنه أعد لخلق ركيزة لتحقيقات الانقلاب الأولية توقيع مدعي عام مكتب الجرائم الدستورية في نيابة العاصمة أنقرة سردار جوشكون. وقد صدر التقرير بتاريخ “16 يوليو/ تموز 2016” في تمام الساعة الواحدة من ليلة الانقلاب، أي بعد ثلاث ساعات من الانطلاقة الفعلية للمحاولة.
ويروي التقرير الأحداث التي لم تكن قد وقعت بعدُ وكأنها حدثت بالفعل، فعلى سبيل المثال، يتناول التقرير قصف البرلمان، والقصر الرئاسي للرئيس أردوغان، ومحاصرة القوات العسكرية لمقر المخابرات، وقصف قيادة القوات الخاصة، ووحدة الاستخبارات بمديرية الأمن، وأحداث مماثلة، على الرغم من أن هذه الأحداث لم تكن وقعت في تلك اللحظة. وذلك بالإضافة إلى أن المعلومات الواردة في التقرير حول توقيت أحداث الانقلاب خاطئة أيضًا.
لمزيد من المعلومات انقر
صدمة.. الكشف عن تقرير جاهز للنيابة حول المحاولة الانقلابية قبل وقوعها
وكان وزير العدل السابق بكر بوزداغ يتحدث في مقر البرلمان عن تمكن السلطات من إسقاط الطائرة التي قصفت البرلمان أثناء أحداث الانقلاب الفاشل، إلا أنه لم يتم إسقاط الطائرة في الحقيقة، ما يكشف أن إسقاط الطائرة كان ضمن المسرحية الانقلابية التي أعدها ومثلها تحالف تنظيمي أرجنكون -الدولة العميقة- وأردوغان، لكن لم يجر كل شيء كما خططوا له.
أثناء أحداث الانقلاب الفاشل يتحدث وزير العدل بكر بوزداغ عن تمكن السلطات من إسقاط الطائرة التي قصفت البرلمان
إلا أنه لم يتم إسقاط الطائرة في الحقيقة، ما يكشف أن إسقاط الطائرة كان ضمن المسرحية الانقلابية التي أعدها ومثلها تحالف #أرجنكون و #أردوغان لكنه لم يجر كل شيء كما خطط له https://t.co/cMX8OZHZ1X
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) March 10, 2018
يذكر أن صحيفة زمان بدأت مسيرتها في عام 1986، وفي الرابع من مارس 2016 فرضت السلطات عليها حراسة قضائية، وأغلقتها بعد الانقلاب المزعوم في السابع والعشرين من يوليو/ تموز عام 2016 بموجب مرسوم رقم 668 نشر في الصحيفة الرسمية.
وتصنف الحكومة التركية صحيفة زمان كذراع إعلامي لحركة الخدمة، حيث اعتقلت السلطات التركية مئات العاملين بالصحيفة عقب هذه المحاولة الانقلابية التي وصفها ملهم حركة الخدمة فتح الله كولن بـ”باللعينة” و”المؤامرة الشيطانية”.