أنقرة (زمان التركية) – هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التجار باعتبارهم يقفون وارء ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال كلمة خلال حفل وضع حجر أساس مركز أتاتورك الثقافي، في تجاهل تام لمعدلات التضخم في البلاد.
وقال أردوغان في كلمته: “إذا كان هناك من يعتقد أنه أقوى من الدولة، عليه أن يعرف جيدًا، أننا كما قضينا على الإرهاب في عفرين شمال سوريا سنقضي على من يشعلون الإرهاب في الأسواق في أقصر مدة ممكنة”.
وأوضح أردوغان في كلمته أن هناك من يعتدون على مفتشي وزارة التجارة التركية في أسواق الخضروات والفواكه، متهمًا تجار الأسواق بالوقوف وراء الارتفاعات الجنونية في أسعار المواد الغذائية.
وأشار أردوغان إلى دور البلديات القادم في السيطرة على أسعار السلع الغذائية، قائلا: “إنهم يرددون أن أسعار الطماطم والفلفل والباذنجان قد ارتفعت… ولكن الوسطاء الذين يوصلون الفاكهة والمنتجات الأخرى للمواطنين من الحقول، يضعون لأنفسهم هامش ربح كبير. ومن أجل معالجة مشكلة ارتفاع الأسعار تقوم الحكومة ببيع الخضروات والفواكه في نقاط البيع الخاصة بها”.
وأكد أردوغان أن نقاط البيع تلك ستكون بالكامل تحت سيطرة البلديات، وستكون غير هادفة للربح، مشيرًا إلى أنها لن تضيف أي قيمة ربح على سعر المنتجات التي تقوم ببيعها.
وأمس قال أردوغان في لقاء انتخابي بمدينة سيواس وسط الأناضول “إذا بدأ البعض المغالاة في الأسعار بالمتاجر الكبرى أو في أي مكان آخر، فستبدأ البلديات في بيع المواد الغذائية”، مضيفاً: “سوف نقدم المنتجات هناك بأرخص الأسعار”.
وكانت الحكومة التركية قد بدأت في العاصمة أنقرة، ثم في ميدان أكسراي في إسطنبول بإقامة أول نقاط بيع الخضروات والفواكه التي ستقوم ببيعها. ومن المقرر أن يعمل فيها موظفون بالشركة التابعة لبلدية المدينة الكبرى.
وقال أحد التجار في حوار تليفيزيوني على قناة YOL TV: “أنا أقوم بالبيع بعد سداد ضرائبي وإضافة ربحي، وبينما ستبيع الدولة دون أن تضع لنفسها ربحًا. لن يكن هناك منافسة متساوية للجميع… إن الدولة تخرف في بعض الأحيان”.
وكانت هيئة الإحصاء التركية قد أعلنت أن معدل التضخم الشهري وصل في تركيا خلال يناير/ كانون الثاني إلى مستوى 1.06%، بينما وصل المعدل الشهري إلى 20.35%.
وسجل سعر كيلو الباذنجان زيادة بقيمة 80.94%، بينما زاد سعر كيلو السبانخ بقيم 67.63%؛ بينما كان الفلفل هو الأعلى زيادة في السعر بقيمة 63.84%، والفاصوليا الخضراء بزيادة قدرها 53.31%، والخيار بقيمة زيادة 44.31%، والطماطم ارتفعت بقيمة 38.75%.
ويحمل أردوغان التجار زيادة أسعار السلع في تركيا، بينما فقدت الليرة التركية العام الماضي أكثر من 30 بالمئة من قيمتها.
وتأتي تصريحات أردوغان قبيل أقل من شهر على موعد الانتخابات المحلية التي تجري في تركيا يوم 31 مارس/ آذار المقبل.
وقال معهد الإحصاء التركي (تركستات) يوم الاثنين الماضي إن أسعار الأغذية سجلت أعلى زيادة سنوية بلغت 30.97%.
واتهم أردوغان المضاربين على الأسعار بالسعي إلى تقويض حكومته، وقال: “جورج وهانز يريدان إلحاق الضرر بنا، وأولئك التجار يساعدونهما”، مستخدماً أسماء غربية للإشارة إلى القوى الأجنبية.
ومن جانبه قال وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق يوم الأربعاء إن “الإرهاب الغذائي” هو المسؤول، وأضاف البيرق وهو صهر أردوغان أن البلديات ستبدأ بشكل أولي البيع بالجملة في إسطنبول وأنقرة بدءاً من الأسبوع المقبل. وفقاً لصحيفة حريت التركية.
وكشف مؤشر تعايش العاملين في إسطنبول الذي أعلنته غرفة تجارة إسطنبول الشهر الماضي أن 112 منتج تجزئة من بين 242 منتجًا شهدوا ارتفاعًا في الأسعار، بينما انخفضت أسعار 57 منتج أخر، وثبتت أسعار 73 منتج آخر.
يذكر أن الحد الأدنى للأجور في تركيا شهد زيادة في ديسمبر/ كانون الثاني 2017، بنحو 199 ليرة، ليسجل 1603 ليرة؛ إلا أن قيمة الزيادة في حد الفقر بلغت 6 أضعاف الزيادة في الحد الأدنى للأجور في تركيا.