أنقرة (زمان التركية) – اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن المبادرة الأخيرة التي اتخذها نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن سحب القوات العسكرية من شمال سوريا، أفسدت مخططات من يعملون على تدمير العلاقات بين البلدين. حسب قوله.
وأضاف أردوغان أنه على الرغم من التذبذبات بين البلدين من الحين للآخر فإن البلدان تغلبا على الصعاب مؤكدا أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب يشاركه الفكر نفسه في هذا الصدد.
يأتي ذلك رغم أن الاقتصاد التركي لا زال يعاني من التضيقات الأمريكية، وفقدت الليرة بسبب ذلك أكثر من 30% من قيمتها العام الماضي أمام العملات الأجنبية.
وكانت تركيا أفرجت عن القس الأمريكي أندرو برونسون، بعد توقيفه لمدة عامين لاتهامه بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور وحركة الخدمة، بعدما ضغط ترامب على تركيا ونفذ تهديده وأضر اقتصادها بشكل بالغ.
وكان أردوغان قد اتهم الولايات المتحدة العام الماضي بالسعي إلى “إخضاع تركيا من خلال التهديد بسبب قس” كما توعدا بأن تدفع الولايات المتحدة ثمن تحالفها مع وحدات حماية الشعب الكردية بعد مرور سنوات.
لكن فيما يخص قرار أمريكا بالانسحاب من سوريا أوضح أردوغان أن تركيا مستعدة لتولي مسؤولية التصدي للإرهاب في المناطق التي ستنسحب منها الولايات المتحدة.
وفي تعليق منه على التجارة والاستثمارات القائمة بين البلدين شدد أردوغان على ضرورة عدم الخلط بين القضايا السياسية والأمور التجارية قائلا: ” أرغب في أن تستثمر المزيد من الشركات الأمريكية في بلادنا وأن تنتفع أكثر من التسهيلات التي نقدمها في إطار التشجيع الدولي”.
يأتي ذلك بعدما فرضت تركيا في شهر أغسطس/ آب العام الماضي زيادات كبيرة على الجمارك المفروضة على الواردات الأمريكية بما فيها السيارات والمشروبات الكحولية والتبغ، في إجراء مماثل لما اتخذته الولايات المتحدة علي بعض المنتجات التركية مثل الصلب والألمونيوم.
ووفق مرسوم صادر عن الرئيس التركي رجب طيب أردغان، تقرر زيادة الجمارك على السيارات إلى 120 في المئة، والمشروبات الكحولية إلى 140 في المئة والتبغ الخام إلى 60 في المئة.
من جانبها قالت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، إنّ الجيش الأمريكي يستعد لسحب قواته من سوريا بنهاية أبريل/ نيسان المقبل، وإنّ جزءاً كبيراً منها سيكون قد انسحب بحلول منتصف مارس/ آذار. وأكد مسؤول أمريكي، أنّ سحب القوات في أبريل يشمل الانسحاب من قاعدة التنف، قرب ملتقى الحدود بين سوريا والعراق والأردن.
على صعيد متصل، يجدّد أكراد سوريا، انتقادهم للخطة الأمريكية وسحب واشنطن قواتها من سوريا. وقال سوهانيك ديبو، العضو بمجلس قوات سورية الديمقراطية: «نعتقد أن القرار بالانسحاب من سوريا لن يساعد في حل الأزمة السورية، ولكنه سيعقد الأمور»، مشيراً إلى أنّ استراتيجية الولايات المتحدة بدحر داعش وإنهاء الوجود الإيراني في سورية لم يتحقق بشكل كامل بعد.