أنقرة (زمان التركية) – اعتبر الكاتب الصحفي بجريدة “ٌقرار” التركية والمعروف بقربه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحمد تاش جاتيران، إن حبس وسجن آلاف المواطنين بتهم الانقلاب لا يتوافق مع الإسلام، قائلًا: “إننا نعرف الظلم ونراه، ولكننا نصمت أمامه”.
وتعليقا على إعادة اعتقال رئيس وقف الفرقان الشيخ ألب أرسلان كيوتيل، الذي تم استهدافه بعد هجومه على الرئيس أردوغان في إحدى خطبه العام الماضي، أشار الكاتب الصحفي تاش جاتيران إلى أنه يتم غض البصر عن الظلم، والجميع يصمت في وجه ذلك، قائلًا: “ألن نرفع أصواتنا قائلين “ماذا يحدث هنا؟” أمام موجة السجن والحبس التي يقوم بها القضاء؟”.
وقال تاش جاتيران: “لقد جاء خلال الأسبوع مجموعة يعرفون بأنهم “أساتذة”، وزاروا رئيس وقف الفرقان ألب أرسلان. فسألتهم: قمتم بحبس الرجل، ويقبع هناك منذ شهور، ولكن لم تحرروا مذكرة الادعاء في حقه حتى الآن. وقمتم برفض طلب الإفراج عنه لعدة مرات دون الاطلاع على ملفه. وتجري إجراءات وتحقيقات في حق مئات الآلاف. توجه لهم تهم أنهم لهم صلة بتنظيم إرهابي، أو الانتماء لتنظيم إرهابي أو مساعدة تنظيم إرهابي دون الانتماء له… جميعها تهم يمكن إلصاقها بسهولة للجميع… أما الآن، فماذا لو طبقت تلك التصرفات نفسها ضدنا في ظل حكومة أخرى، لكن سيخرج من يقول: ولكن لا يوجد احتمال لصعود آخرين إلى الحكم. هذا إذًا ليس الشعور الإسلامي الذي يتحدث عن العدالة. نحن نعرف الظلم، ونراه، ولكن نصمت أمامه. ونحاول البحث عن حجج لصمتنا هذا. في رأيي علينا أن نعمل قلوبنا. علينا أن نخاف من أن يخرج من يقول لنا في يوم من الأيام: هذه إذًا هي عدالتكم…”.
وأضاف: “لقد تم الإفراج عن رئيس وقف الفرقان ألب أسلان كويتول في الأيام الماضية، في القضية التي كان يحاكم فيها بتهمة دعم تنظيم إرهابي، ثم اعتقل مرة أخرى. وتم إلقاء القبض على زوجته التي اعترضت على إعادة اعتقاله”.
يذكر أن محاولة الانقلاب المزعوم التي شهدتها تركيا في 15 يوليو/ تموز 2016، وألصقتها حكومة حزب العدالة والتنمية بحركة الخدمة والداعية فتح الله كولن دون الاستناد إلى تحقيقات، أعقبها اعتقال قوات الأمن لمئات الآلاف من المواطنين بسبب قربهم من حركة الخدمة.
يشار إلى أنه مع أن وقف الفرقان حصل على تصريح من الشرطة لاستقبال الشيخ كويتول والاحتفال بالإفراج عنه إلا أن الشرطة لم تسمح لمحبي الشيخ أن يستقبلوه وطلبت منهم الانصراف، كما أقدمت على التشويش على خطاب الشيخ امام منزله بعد يومين من خروجه من السجن، بتشغيل زمور سيارات الشرطة بشكل متواصل.
وفي اليوم التالي تم اعتقال الشيخ ألب أرسلان كيوتيل بعد طعن النيابة العامة على قرار الإفراج، حيث أصدرت الدائرة الرابعة من محكمة الصلح والجزاء في أضنة قرار اعتقال جديد للشيخ واثنين آخرين، ليعودوا إلى السجن مرة أخرى قبل أن يمضي على حريتهم يومان!
وكان نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بدأ يستهدف الشيخ كويتول بعد أن قال إن حزب العدالة والتنمية تحول إلى حزب الظلم والجور وإن عشرات الآلاف من الأبرياء قابعون في السجون بحجة الانقلاب الفاشل، واستهدف وقف الفرقان الذي يديره الشيخ في مطلع عام 2018 بعملية أمنية أسفرت عن اعتقال أكثر من 20 شخصا، على رأسهم الشيخ كويتول، بتهمة تأسيس وإدارة تنظيم إجرامي ودعم تنظيم إرهابي دون الانتماء إليه وغيرها من التهم المماثلة التي أصبحت أداة بيد أردوغان لاعتقال كل معارض له.