بقلم: محمد كاميش
أخاطب كل صاحب ضمير داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا: ألا تزعجكم القصور والسيارات الفارهة والأثاث والمستشارون الجدد؟ [one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]هل يضمن لكم تعرُّض كل من يفكّر ويكتب بشكل مختلف، للضغط والإجراءات التعسفية، أن تكون تركيا دولة عظمى؟ فما الذي تعِدون به العالم من خلال هذه الإدارة غير المسؤولة المنغلقة على النقد والنقاش؟ فهل ستصير تركيا دولة عظمى بقوة السلاح؟ وهل سيحترمكم الجميع لخوفه من أسلحتكم؟[/box][/one_third]نرى المباني الفخمة المبنية بأموال صناديق البطالة التي تشكَّلت – بدورها – عن طريق الاقتطاع من رواتب العمال، والمساكن الضخمة المنشأة بما تجمَّع في صندوق مكافآت نهاية الخدمة، والأموال المنفقة من الخزينة، أي بيت المال، فقط من أجل الأبهة، وصورة تركيا الجديدة المرتقية فوق “حقول الزيتون” التي دمرت من أجل المشاريع الجديدة غرب تركيا، ألا يهزّ هذا المشهد مشاعركم أبدًا؟
نشهد في الوقت الحالي جمْع السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية في يد جهة واحدة، وحتى ربطها بشخص واحد في الدولة، ألا تدركون أن هذا الأمر يهدّد جميع أطياف الشعب التركي بلا استثناء؟ هذا فضلًا عن سيطرة شخص واحد على الإعلام، والصحافة، والشرطة، والجيش، والبرلمان، والقضاء، والمحاكم، والقنوات التليفزيونية، والجامعات، والمناجم، وجميع الثروات فوق الأرض وتحتها، والأراضي، والرياضة وما إلى ذلك. ألا ترون الحالة التي صارت إليها تركيا بسبب هذه السياسة؟
فهل تشعرون بالسعادة في دولة تركتم فيها كل شيئ خاص بكم تحت تصرف شخص واحد؟ فهل تعتقدون أن تحوّل تركيا إلى دولة معادية للديمقراطية بشكل فعليّ سيضمن لكم مستقبلًا آمنًا؟ فربما تشعرون بثقة تجاه هذا الشخص لأنه في حاجة إليكم اليوم، ألا تفكرون في الذي يمكن أن يحدث عندما يصبح في غنىً عنكم؟
فلنفترض أن هذه القلِّة الحاكمة قضت على حركة الخدمة، وأغلقت جميع مدارسها والنزل الطلابية التابعة لها، وتخلصتم مِن أولئك الذين لايطمعون في أكثر مما يستحقون، ولايتلقون الرشاوى، ولايفسدون، ويهربون من العنف والشدة هروب الغزال من القسورة. ولنقُل إن تركيا خلت من أولئك الذين يعيشون من أجل إسعاد الآخرين، وغادر البلاد كل مَن يبذل ما بوسعه لنشر العدل والفضيلة في كل مكان. فهل ستصبح تركيا آنذاك دولة حديثة ومزدهرة؟ فهل تسألون أنفسكم “ماذا ينتظر تركيا في المستقبل”؟
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]أزيلوا وهْم حركة الخدمة من أمام أعينكم، وانظروا في أي اتجاه تسيرون مسرعين! فهل تتحوّل تركيا إلى دولة الأحلام؟ فعندما تصدر جميع القرارات من قِبل شخص واحد، وتتحوّل الدولة إلى شركة عائلية، هل ستحَل كل مشاكل البلاد؟ وهلا سألتم أنفسكم أي عقيدة أو معايير عالمية يتبعها هذا الشكل من أشكال الإدارة؟ ثقوا بي، هذا الوضع يهدّدكم أنتم أولاً في دولة كتركيا تعلو فيها القوة والقرارات الشخصية بدلاً من القانون والحقوق.[/box][/one_third]هل يضمن لكم تعرُّض كل من يفكّر ويكتب بشكل مختلف، للضغط والإجراءات التعسفية، أن تكون تركيا دولة عظمى؟ فما الذي تعِدون به العالم من خلال هذه الإدارة غير المسؤولة المنغلقة على النقد والنقاش؟ فهل ستصير تركيا دولة عظمى بقوة السلاح؟ وهل سيحترمكم الجميع لخوفه من أسلحتكم؟
أزيلوا وهْم حركة الخدمة من أمام أعينكم، وانظروا في أي اتجاه تسيرون مسرعين! فهل تتحوّل تركيا إلى دولة الأحلام؟ فعندما تصدر جميع القرارات من قِبل شخص واحد، وتتحوّل الدولة إلى شركة عائلية، هل ستحَل كل مشاكل البلاد؟ وهلا سألتم أنفسكم أي عقيدة أو معايير عالمية يتبعها هذا الشكل من أشكال الإدارة؟ ثقوا بي، هذا الوضع يهدّدكم أنتم أولاً في دولة كتركيا تعلو فيها القوة والقرارات الشخصية بدلاً من القانون والحقوق.
ألا ترون مايحتويه “الرداء” الذي ألبستموه “الكيان الموازي”؟ وألا تلاحظون تصفية كل صاحب ضمير يقول: “لا يمكن تفسير كل شيئ من خلال الكيان الموازي”، وأن الثورة بدأت تأكل أبناءها؟ يا لها من غفلة كبيرة!
كنتم قد تعهدتم بسيادة القانون عندما وصلتم إلى السلطة، لكنكم اليوم تلجأون إلى قانون السادة، كنتم تتحدثون عن العدل والشفافية في كل المحافل، واليوم لاتتحدث إلا قوتهم، وكلما رفعتم أيديكم للموافقة أمام كل شيئ يأتي أمامكم في البرلمان، فلينظروا إلى الحال الذي آل إليه بلدنا الجميل تركيا، فهل تشبه الدولة التي تريدون أن تتركوها لأبنائكم كوريا الشمالية أم سويسرا؟