أنقرة (زمان التركية) – عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن القنب وصف كاتب مؤيد لحزب العدالة والتنمية زراعة القنب بـ“المشروع القومي“.
وتهدف تركيا لاكتساب 100 مليار دولار من وراء زراعة القنب الهندي، وهو احدث المشاريع التي تبناها أردوغان.
وبما ان سوق المنتجات غير المخدرة المستخرجة من القنب تبلغ نحو 4 مليار دولار، إذا فتحصيل 100 مليار دولار من زراعته هو أمر يمكن تحقيقه فقط عند استخدامه في إنتاج المخدرات.
ومنذ تسعينات القرن الماضي تراجعت رقعة زراعة القنب حول العالم بسبب خصائصه المخدرة وبدأ استخدامه لأغراض صناعية أكثر، وبموجب القرار الصادر في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2016 شرعت الحكومة إنتاج القنب في 19 مدينة تركية بشرط الحصول على تصريح من وزارة الغذاء والزراعة والثروة الحيوانية.
يستخدم القنب الذكري الذي يزرع في هذه المدن في إنتاج البوليمر العضوي القابل للتحلل وهو المادة الخام للبلاستيك، وهو مادة بديلة لمنتجات مشتقات النفط لكنه ليس منتشرا بالقدر الكافي حاليا. والقنب ليس بالنبات المحظور في تركيا مثل نبات الخشخاش.
وعلم 1933 تم قصر زراعة الخشخاش في 17 مدينة وفرض الرقابة عليها، وفي عام 1938 تأسس مكتب محاصيل التربة وأسند احتكار المواد المخدرة لهذه الهيئة.
وفي عام 1960 صدر 42 تصريحًا بزراعة الخشخاش، وفي عام 1970 تراجعت مساحات زراعة الخشخاش إلى 7 مناطق بسبب الضغوط الأمريكية والأوروبية المكثفة.
وأرجع سبب الضغوط إلى المعلومات المتعلقة بالحصول على المواد الخام المخدرة التي دخلت هذه الدول من تركيا.
وعند تهديد الولايات المتحدة بفرض حظر على تركيا لم يصمد أمام الضغوط رئيس المجلس العسكري آنذاك، نهاد أريم، ليقرر حظر زراعة الخشخاش في البلاد بقرار من مجلس الوزراء في عام 1971.
وفي تعليق منه على تصريحات أردوغان أفاد والي مدينة كيركلارالي، عثمان بلجين، أن 2.5 مليون قنب هندي ينمون تلقائيا بالمدينة، مشيرا إلى أنهم لن يحرقوها بعد الآن وأن القنب سيسهم في اقتصاد البلاد. وبهذا تبين أن القنب الذي يحظر زراعته يمكنه النمو تلقائيا.
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى كون أفغانستان أكبر دولة منتجة للأفيون ورائدة في الحشيش، حيث يتم زراعة القنب الهندي سنويا على مساحة تتراوح بين 10 آلاف و24 ألف هكتار ويتم استخدامه في إنتاج 3 آلاف و500 طن من الحشيش.
وتوضح التقارير أن تكلفة زراعة هكتار من الأفيون تبلغ ثلاثة أضعاف تكلفة زراعة هكتار من القنب الهندي. أي أن خطة العدالة والتنمية للاغتناء من زراعة القنب مجرد حلم، إذ أن الأمر لو كان هكذا لأصبحت أفغانستان أغنى دولة في العالم.
ما هي فوائد القنب؟
كان أردوغان تناول منافع القنب الهندي قائلا إنه يصلح لصناعة النسيج، وأوضح أن زراعة النبتة أمر مألوف في تركيا.
لكن “الحشيش” وهو المنتج المخدر الأكثر انتشارا والأكثر ربحا في العالم، يتم الحصول عليه من القنب، فهذا المنتج الذي يعد من أنواع المخدرات هو اسم المادة التي يحصل عليها من بذور القنب.
واستخدم هذا النبات كبديل للكحوليات في قرى الأناضول لمئات السنوات لكونه نباتا يسهل زراعته بتكلفة منخفضة. ولهذا النبات أشكال مختلفة منها: المسحوق والعشبي والأفغاني ولعل أكثرها انتشارا في تركيا هو العشبي، حيث يتم الحصول عليها من نبات القنب عبر علميات مختلفة.
جدير بالذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدلى خلال الفترة السابقة بتصريحات أشار فيها إلى أهمية إنتاج القنب قائلا: “في مرحلة ما حظروا علينا زراعة الأفيون بينما هم يزرعونه. وضع شرط كهذا لإظهاره الموضوع كحل لمشكلة عسكرية أمر ذو مغزى بدون شك. الآن أقول إنني أبلغت وزارة الزراعة والبيئة والتخطيط العمراني بإعادة زراعة القنب مرة أخرى، لأننا سنرى أن لزراعة القنب فوائد مختلفة بمجالات مختلفة. وحاليا سنبدأ هذه العملية”.