برلين (زمان التركية)-تناول موقع “دويتشه فيله” الألماني، في تقرير يسلط الضوء علي ملامح السياسات القمعية والإقصائية التي تتبعها حكومة العدالة والتنمية، والتي لم تقتصر علي المعارضين فقط من السياسين، بل طالت في الفترة الأخيرة أهل الفن، ويتجلي ذلك بوضوح في ردود فعل الرئيس التركي تجاه تصريحات بعض الفنانين وتوجيه إتهامات ثقيلة لهم مثل الفاشية، والتحريض على التمرد والقتل، وتحويلهم للتحقيق، ومنعهم من السفر.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الفنانين أمثال مجدات جيزين (76 سنة)، ومتين أكبينار (78 سنة)، الذين تعرضوا لإتهامات ثقيلة في الفترة الأخيرة بسبب انتقادهم الوضع القمعي في تركيا، هم قامات فنية معروفه بأعمالها الفنية التي تحظي بتقدير المحافظين والتقدميين على حد سواء، وينأى كل منهما بنفسه عن سياسات الحكومة الحالية.
ففي الوقت الذي تقدم حكومة العدالة والتنمية نفسها على أنها حامية للديمقراطية تفعل في الوقت نفسه أكبر مخالفة لقواعد الديمقراطية المتعارف عليها .
ويقول الناقد المسرحي أتيلا دورسي إنه “في كل الدول الديمقراطية يحترم كل من الحكومة والمجتمع المدني دور الفنانين، والأنظمة الديكتاتورية هي فقط التي تحاول قمعهم”.مضيفاً أن “الفنانين الذين ينتقدون الحكومة حتى ولو قليلًا يتعرضون للإدانة وللسجن، هذا هو الواقع المحزن لتركيا”.
ويرى السياسي البارز غلفيم سيدان سانفر، أن تلك السياسة الإستقطابية تتعلق بالانتخابات المحلية القادمة.
وقال: “إذا نظرنا إلى نتيجة الانتخابات الأخيرة فإننا نرى أن أردوغان يستفيد من الاستقطاب الذي يثيره في المجتمع، وتوجيه اتهامات علنية لهؤلاء الفنانين هو جزء من هذه الاستراتيجية”.
لأن أردوغان يسعي الي ترسيخ فكرة أن دوائر المجتمع المحافظة مهددة وهذا الأمر يرجع إلى أنه يحاول تعزيز جمهور ناخبيه، وأنه يمنع المعارضة من نقل رسائلها إلى الناس، كما أنه يحاول صرف النظر عن تداعيات الأزمة الاقتصادية.
وأضاف سانفر “مناخ الخوف في مصلحة الحكومة الحالية، لأن المجتمع الذي يعيش في خوف سيدعم دومًا النظام الحالي”.
وأشار إلى أن “الكلمات القاسية الموجهة للفنانين وإجراء تحقيقات ضدهم ترسل الرسالة التي تقول إن انتقاد الحكومة له ثمن باهظ”.