لندن–(زمان التركية)ــ تصدرت عناوين الصحافة العربية والعالمية الفترة الماضية الأخبار المتعلقة بشرق الفرات شمال سورا وذلك لما شهدته من تطورات سريعة ومتلاحقة في ما يزيد عن الأسبوع في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده متخليا عن قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من جهة، والتهديدات التركية المتواصلة من جهة أخرى.
وسلطت الصحافة العالمية الضوء علي جانب مهم وهو الثروات الهائلة التي تتمتع بها سوريا وبشكل خاص المناطق التي يسكنها الأكراد السوريون حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، ومُكوّنها الرئيس وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من التحالف الدولي على نحو ثلث مساحة سوريا الواقعة في مناطق شرق نهر الفرات بعد استعادتها من قبضة تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وفي مارس/ أذار 2016، أعلن الأكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها الى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب)، التي خسروها في العام 2018 على وقع هجوم شنته تركيا وفصائل سورية معارضة موالية لها.
وذكر تقرير اقتصادي لـِ (بي بي سي)، أنّ “قوات سوريا الديمقراطية ” تُسيطر على نحو 90 في المئة من الثروة النفطية بالإضافة إلى 45 في المئة من إنتاج الغاز في سوريا.
وبثّت (بي بي سي عربي) تقريرا موجزا عن أبرز الثروات والمنشآت الواقعة في تلك المناطق، والتي قد تكون سببا من وجهة نظرها، لفصل جديد من القتال بين أطراف الصراع في سوريا.
وجاء في التقرير أنّ مجموع الاحتياطي النفطي المؤكد في سوريا يبلغ نحو ملياري برميل وهو ما يمثل أقل من (0.18%) من الاحتياطي العالمي.
وفي عام 2010 بلغ إنتاج سوريا من النفط حوالي 400 ألف برميل يومياً، كان يتم استهلاك 250 ألف برميل محليا ويصدر الباقي، أما حالياً فتتوزع بين قوات الحكومة وقوات سوريا الديمقراطيةوتتركز أغلب حقول النفط في شرقي و شمال شرقي البلاد.
ومنذ خروج هذه الحقول عن سيطرة الحكومة على فترات زمنية مختلفة عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011 وحتى الوقت الحالي، لا يعرف بالضبط أوضاع هذه الحقول من حيث الإنتاج وحجم الأضرار التي لحقت بالآبار وبتجهيزات الإنتاج فيها.
وأشار التقرير الي تواجد أحد أكبر معامل إنتاج الاسمنت في سوريا بمنطقة شرق الفرات ، الذي يقع بالقرب من مدينة كوباني (عين العرب) وتملكه شركة لافارج الفرنسية.
كما أن إنتاج معظم احتياجات سوريا من القمح والشعير والعدس والقطن يخرج من شمال سوريا وخاصة في محافظة الحسكة بفضل المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة ووفرة الأمطار وخاصة تلك التي تقع بالقرب من الحدود التركية.
أضف الي ذلك وجود أكبر وأهم سدود نهر الفرات وهم سد البعث وسد الفرات وسد تشرين ودورهم الحيوي في تخزين المياه والمجال الزراعي وتوليد الكهرباء لسوريا كلها .