انقرةــ (زمان التركية)ــ من أجل تدارك تداعيات الإنسحاب الأمريكي من سوريا توافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي مساء الأحد على تعزيز التنسيق في سوريا “لعدم استغلال الانسحاب” الاميركي المقرر، بحسب ما أعلنته الرئاسة التركية.
وجاء في بيان للرئاسة التركية إن “الرئيسين توافقا على ضمان التنسيق بين العسكريين والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين في بلديهما لتجنب فراغ قد ينجم عنه استغلال للانسحاب (الأميركي) في المرحلة الانتقالية بسوريا”.
كما أفاد البيان أن الرئيس التركي أردوغان قال إن بلاده مستعدة لتوفير الدعم لحليفها بالاطلسي في إطار قرار الانسحاب.
ومن الجانب الأخر أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة له علي تويتر أنه بحث مع أردوغان إنسحابًا بطيئا ومنسقا بدقة للقوات الأمريكية.
يشار إلى أن قرار ترامب أحدث صدمة في الولايات المتحدة ولدى حلفائها الدوليين، لكنه كان موضع ترحيب من تركيا.
وأدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس والمبعوث الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك المعارضين للانسحاب الأميركي.
وفي سياق متصل بالتحركات التركية شمال سوريا ، ذكرت وكالة رويترز أن تركيا بدأت تعزيز مواقعها على جانب حدودها مع سوريا الأحد، كما شوهد مئات المركبات تتجه صوب إقليم كليس الجنوبي الحدودي بعد مغادرتها إقليم هطاي الجنوبي أيضا ، بينما أطلق المواطنون أبواق سياراتهم احتفالا. وشملت المركبات ، دبابات ومدافع هاوتزر وأسلحة رشاشة وحافلات تقل أفرادا من القوات الخاصة.
كما أظهرت لقطات بثتها محطة (تي.آر.تي وورلد) التلفزيونية التركية قوافل تركية تدخل سوريا عبر بلدة قرقميش التركية الحدودية التابعة لإقليم غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد والواقع على بعد 35 كيلومترا شمالي منبج.
وذكرت القناة أن القوافل عبرت إلى منطقة يسيطر عليها الجيش السوري الحر الحليف لتركيا وأنها في طريقها إلى جبهات القتال بمنبج.
يشار إلى أن منبج كانت سببا كبيرًا للتوتر بين أنقرة وواشنطن، وتوصلت الدولتان العضوان بحلف شمال الأطلسي إلى اتفاق يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة لكن تركيا شكت من تأخر التنفيذ وقالت إن القوات التركية ستدخل البلدة إذا لم تطرد الولايات المتحدة المسلحين الأكراد منها.
وقالت وكالة دمير أورين التركية للأنباء أن جزءً من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود فيما عبر البعض إلى داخل سوريا من خلال منطقة البيلي التي تبعد نحو 45 كيلومترا شمال غربي منبج. وفقاً لما نشره موقع ” أحوال تركية”
يذكر أن تركيا تمكنت من خلال عملتي درع الفرات وغصن الزيتون من فرض نفوذها على مناطق غربي الفرات. ولم تتجه تركيا من قبل إلى شرقي النهر. وكان أحد أسباب ذلك تجنب مواجهة مباشرة مع القوات الأمريكية. وأوجدت العمليتان مناطق عازلة صارت حاليا تحت سيطرة تركيا والجيش السوري الحر.