تقرير: حسن كسكين
أنقرة (زمان التركية) – استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكلمته للشباب خلال مؤتمر شارك فيه بالأمس عبارة “لا تركل عدوك الذي سقط على الأرض، فانت لست من يهود إسرائيل”.
حسنا، لماذا استخدم أردوغان هذه العبارات على الرغم من عدم وقوع أية تطورات جديدة بين تركيا وإسرائيل؟ الإجابة عن هذا السؤال سهلة وبسيطة ألا وهى أن الوقت الراهن هو موعد الانتخابات بالنسبة لتركيا وموعد مضايقة إسرائيل بالنسبة لأردوغان.
أردوغان يستخدم تكتيكاته الكلاسيكية قبل الانتخابات المحلية مثلما يفعل قبل كل انتخابات، فالغالبية العظمى للكتلة المؤيدة لأردوغان تمتلك فلسفة حياتية قومية ومحافظة.
وتصنف هذه الكتلة نفسها على أنها كتلة قومية ومحافظة على صعيد الفكر والخطاب رغم عدم التزامها بالممارسات الدينية، وبالتالي فإن هذه الكتلة تتأثر كثيرا بالخطابات القومية والمحافظة وتنطوي عليها.
على سبيل المثال بعض المنتمين لهذه الكتلة يشاهدون مسلسل “قيامة أرطغرل” الذي يستخدم لغة قومية ومحافظة وهم يحملون السيوف والبلطة بأيديهم، فهذه التصرفات التي تبدو للآخرين جنونية هي تصرفات طبيعية بالنسبة لهم.
وقبيل كل انتخابات يستخدم أردوغان الذي تتبعه هذه الكتلة خطابات تستهدف مشاعر المنتمين لها، وتعد إسرائيل أحد البنود المناسبة التي يمكن استغلالها في هذه الخطابات ومن هنا ينبع سبب استخدام أردوغان لغة عدائية تجاه إسرائيل واليهود قبيل كل انتخابات.
حسنا، لماذا رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو على مهاجمة أردوغان إسرائيل مع أنه على علم بأن خطابات أردوغان مجرد حديث انتخابي ولا تؤثر في شئ؟ ربما السبب هذه المرة أنه يرغب في مزيد من زيادة التبادل التجاري مع تركيا.
لأنه كلما رد نيتانياهو على أردوغان كلما زدادت نسبة أصوات الناخبين المصوتين لحزب العدالة والتنمية الذي يحافظ على علاقات تجارية متميزة مع إسرائيل لا تتأثر بالمناوشات السياسية، وذلك منذ التوقيع على اتفاقية التطبيع بين البلدين في عام 2016؟
وطالب نتنياهو عبر “تويتر” الرئيس التركي بعدم تقمص دور الواعظ بينما يرتكب جرائمًا بحق الكرد، قائلاً “أردوغان الذي يحتل شمال قبرص وجيشه يذبح النساء والأطفال في القرى الكردية داخل تركيا وخارجها لن يعطينا دروساً في الأخلاق”.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء التركية إلى تضاعف العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل وتناميها في عهد أردوغان.
وبحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية فإن حجم التبادل التجاري ازداد 14 بالمائة من بين البلدين خلال العام الأخير.
وكان رئيس حزب الرفاه السابق، نجم الدين أربيكان، قد اتهم أردوغان بالصهيونية وزعم أن إسرائيل أبلغت أردوغان أن يهاجمها من الحين للآخر لنيل دعم الكتلة المحافظة.