واشنطن (زمن التركية) – قال القاضي إيميت سوليفان، الذي ينظر قضية مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الجلسة الأولى من محاكمته بتهمة “تشكيل لوبي غير قانوني” لصالح تركيا والعمل مع روسيا: “إنني أتقزز منك“.
وقد شهد خطاب القاضي إيميت سوليفان الذي حمل عبارات ثقيلة تجاه فلين المتهم بتشكيل اللوبي لصالح كل من تركيا وروسيا بطريقة غير قانونية إقبالاً كبيرًا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تجاوز عدد المشاركات الملايين.
وكانت المحكمة أدانت كلاً من فلين وشريكيه رجل الأعمال بيجن رفيقيان (أو بيجن كيان) ورجل الأعمال التركي – الهولندي أكيم ألبتكين بالتآمر مع السلطات التركية من أجل تنظيم تسليم المفكر الإسلامي فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة، وتقديم شهادات كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي حول نشاطه، بالإضافة إلى 4 تهم أخرى.
وحسب الوثائق القضائية، التي كشف عنها وكالة رويترز، فإن المتهمين المذكورين قدموا شهادات كاذبة من أجل إخفاء دور الحكومة التركية وراء الجهود لتنظيم تسليم جولن. وجاء فيها أيضا أن المتهمين “سعيا للتشهير بالمواطن التركي (جولن) أمام السياسيين والرأي العام وتأمين تسليمه في نهاية المطاف”.
وقال القاضي إيميت سوليفان في كلامه الذي وجهه لفلين في الجلسة الأولى من محاكمته: “أنت لم تقدم شهادات ومعلومات كاذبة لمكتب التحقيقات الفدرالي فقط، بل كذبت أيضًا على كبار المسؤولين في إدارة ترامب. بالإضافة إلى أن أكاذيبك تسببت في تقديم نائب الرئيس والمتحدث الصحفي باسمه معلومات مغلوطة للشعب الأمريكي.”
وتابع القاضي قائلاً: “لقد ارتكبت كل هذه الجرائم وكذبت على مكتب التحقيقات الفدرالي في ثلاث قضايا بينما كنت تشغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي. وهذا الأمر يشكل خطرا كبيرًا على الأمن القومي الأمريكي. لذا لن أتهاون معك في هذا الأمر. فقد ارتكبت جريمة التجسس السري وعمل اللوبي السري حين كنت مستشارًا للأمن القومي الأمريكي”.
واستمر القاضي قائلاً: “لقد قمت بحيانة العلم الذي تعيش تحت ظله وبعت بلدك بلا شك، وستقوم المحكمة بتقييم كل هذه الجرائم، لذا لا يمكنني أن أتعهد لك بأنك لن تتعرض للعقوبة، ولن تسجن حتى لو واصلت في اعترافاتك للمحكمة. لكني أقول بكل صراحة إنني لا أخفي أنني أتقزز من الجرائم التي ارتكبتها”.
يذكر أنه كان من المقرر الإعلان عن عقوبة فلين يوم الثلاثاء المنصرم، غير أن النواب العامين المحققين في القضية طالبوا المحكمة مزيدًا من المدة وتأجيل البتّ إلى وقت لاحق، نظرًا لأن المتهم يدلي باعترافات خطيرة في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، الطلب الذي وافق عليه قاضي المحكمة الفيدارالية في واشنطن إيميت سوليفان وأجل القرار إلى جلسات قادمة.
يشار إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان تتهم فتح الله جولن بتدبير الانقلاب الفاشل في صيف عام 2016، وتطالب واشنطن بتسليمه، لكن الأخيرة ترفض هذا الطلب نظرًا لعدم تقديم الحكومة التركية الأدلة الكافية للإدانة، وهو الأمر الذي يدفع أردوغان إلى اللجوء إلى طرق غير قانونية –كما هو الحال مع مايكل فلين- لتحقيق هذا الهدف.
ومع أن أردوغان يتهم جولن بالانقلاب والإرهاب، غير أنه كان فاز على جائزة «غاندي» للسلام لعام 2015، والتي تعد أبرز جوائز السلام العالمية، ليكون أول مسلم يحصل على الجائزة بعدما حصلت عليها شخصيات مشهورة مثل الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل جورباتشوف والزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا والقس ديزموند توتو.
وكان البروفيسور لورانس كارتر، عميد مركز مارتن لوثر كينج، قال خلال توزيع الجوائز: “إن هذه المرة الأولى التي يحصل فيها عالم دين مسلم على وسام السلام للعام. لذا نحن فخورون اليوم؛ لأننا نقدم هذه الجائزة لفتح الله كولن؛ ذلك الرجل الذي ساهم في إحلال السلام العالمي”.