(زمان التركية)–في يوم من الأيام شهدت الحياة السياسية في تركيا ظهور عدنان مندريس مع حزبه “الحزب الديمقراطي”، وكذلك تورجوت أوزال وحزبه “الوطن الأم”، وسليمان دميرال وحزبه “الطريق الصحيح”، ونجم الدين أربكان وحزبه “الرفاه”، وبولنت أجاويد وحزبه “الحزب اليساري الديمقراطي”، وأردال إينونو وحزبه “الحزب الشعبي الاشتراكي”… نجومهم جميعًا برقت في سماء السياسة التركية، وكبرت أحزابهم، وتمكنوا من الوصول إلى الحكم، وبعد ذلك أصبح مصيرهم في طيات كتب التاريخ، وصفحاته التي تغطيها الأتربة.
وستكون هذه أيضًا النهاية الحتمية لحزب العدالة والتنمية، كغيره من الأحزاب الأخرى، بعدما جاء للسلطة في عام 2002، رافعًا شعار: “المزيد من الديمقراطية، المزيد من الحرية، المزيد من حقوق الإنسان، وقضاء مستقل”.
وسيأتي اليوم الذي سينقل فيه نعش حزب العدالة والتنمية إلى جانب الأحزاب الأخرى التي سبقته في مقبرة التاريخ السياسي… ولكن ما الذي سيذكر به؟
9 قتلى في أحداث متنزه جيزي
نزل المواطنون إلى الشوارع والميادين في العديد من المدن التركية، وعلى رأسها مدينة إسطنبول، اعتراضًا على تحويل آخر متنفس في المنطقة وآخر مساحة خضراء في ميدان تقسيم “متنزه جيزي” إلى كتلة خرسانية.
إلا أن موقف حزب العدالة والتنمية كان جافًا تجاه المتظاهرين، وشنت قوات الأمن هجومًا عنيفًا على المتظاهرين، سقط خلالها 9 قتلى. ووصف أردوغان المشاركين في تلك التظاهرات بـ”النهابين”.
حوادث قطارات مفجعة… وانهيار منجم “سوما” الأليم
تعتبر فترة حكم حزب العدالة والتنمية لتركيا فترة المصائب والفجائع… فقد استيقظت تركيا في 13 مايو/ أيار 2014 على حادث انهيار منجم فحم بلدة “سوما” التابعة لمدينة مانيسا، مما أدى إلى وفاة 301 عامل. وسجل التاريخ الواقعة على أنها أكبر واقعة وحادث مناجم يسفر عنه سقوط قتلى. أما العزاء فقد كان مفاجئًا إذ قام مستشار رئاسة الوزراء في ذلك الوقت يوسف ياركال، بركل أحد أقارب الضحايا.
أما حوادث القطارات التي تعددت في كل من تشورلو وباموك أوفا وأخيرًا أنقرة، خلفت ورائها عشرات القتلى ومئات المصابين. أما المسؤول فيستمر على مقعده ومنصبه.
التستر على فضيحة استخباراتية
في 28 ديسمبر/ كانون الأول 2011، شهدت مدينة أولودارا، استهداف الطائرات الحربية التركية موقعًا بناءً على تعليمات ومعلومات استخباراتية، إلا أن الهجوم أسفر عن سقوط 35 من المدنين بينهم أطفال. بينما تجنب جهاز الاستخبارات الوطنية كشف أي تفاصيل عن العملية. وبعد عامين من العملية، قالت النيابة العسكرية “إنه خطأ لا مفر منه”، وأصدرت قرارًا بغلق ملف القضية…
تعذيب المُعلم جوكهان حتى الموت
اعتقلت السلطات التركية المعلم جوكهان أتشيك كولو في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016. كان مريضًا بالسكري. منع عنه العلاج. وقتل داخل محبسه متأثرًا بالتعذيب الذي تعرض له.
لم يسمح لذويه بدفنه في إسطنبول، وإنما في مقابر الخونة. فقرر ذوه دفنه في مسقط رأس زوجته في مدينة قونيا. ولكن لم يصلِّ الإمام لصلاة الجنازة عليه. وبعد مرور عام ونصف صدر قرار ببراءته وإعادته إلى عمله مرة أخرى لكن ذلك تم بعد موته.
عائلة حسين معدن لقت حتفها في نهر مريج
كان هناك معلم يدعى حسين معدن… حاول الهروب من بطش وظلم أردوغان ونظامه في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، من خلال العبور مع أسرته وأطفاله نهر مريج إلى الجانب اليوناني. إلا أنهم توفوا في الماء البارد مع أطفاله الثلاثة.
743 طفلًا داخل سجون تركيا
كشفت تقارير خاصة بظلم وبطش نظام أردوغان وحزب العدالة والتنمية أن السجون التركية تضم 743 طفلًا رضيعًا مع أمهاتهم. بالإضافة إلى أكثر من 50 آخرين وضعوا أطفالهم حديثًا، إذ ألقي القبض عليهم فور الولادة.
تقرير: إلكر دوغان