الرياض – (زمان التركية)ــ يبدو أن موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتخذه تجاه السعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلادة بإسطنبول سيزيد من حدة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا.
حيث أطلق رواد موقع “تويتر” حملة تحت شعار “سعوديون نرفض المنتجات التركية” ، للدعوة إلى مُقاطعة كافة المُنتجات التركية واستبدالها بمُنتجات محلية أو مُنتجات دول أخرى صديقة، مؤكدين أن الاقتصاد التركي متهالك، فـ”لم نكون عونا للأتراك ضد وطننا” السعودية.
جاء ذلك كرد فعل شعبي سعودي علي الإساءات المُتكررة التي يطلقها أردوغان وحكومته ضد المملكة ورموزها، بشأن مقتل خاشقجي .
يذكر أن تلك الحملة قد سبقتها دعوة مواطنون سعوديون في وقت سابق إلى مقاطعة السياحة والبضائع التركية.
واعتبر مغردون أن شراء المنتجات التركية “خيانة للوطن”، فيما قدموا قوائم ببضائع بديلة للبضائع التركية المشهورة في أسواق المملكة.
ومن الواضح أن، المقاطعة السعودية لم تكتفي بالجانب الإقتصادي فقط، بل ستصبح موقفا موحدا لدى مختلف الفاعلين في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية في السعودية.
وفي هذا السياق أكدت الكاتبة والروائية السعودية سمرالمقرن في تصريح لموقع ” العرب” أنها تقاطع بشكل شخصي البضائع التركية منذ سنوات وأن موقفها مبادرة ذاتية كرد على سياسات الرئيس التركي، مشيرة إلى أنها تتعامل مع البضائع التركية كجزء من الغزو الثقافي الذي يتضمن الكثير من المظاهر من بينها المسلسلات التركية والملابس التركية والمطبخ التركي كما حذرت المقرن مما وصفته الغزو الثقافي التركي القادم عبر الدراما التي أثرت كثيرا على الشباب العربي، مشيرة إلى أنها كتبت سلسلة من المقالات في الصحف السعودية حذرت فيها من السياحة في تركيا، للكثير من الاعتبارات التي تتجاوز العامل السياسي.
كما عبر الباحث السياسي السعودي علي عريشي، في تصريح أيضاً له لـموقع ”العرب”، عن تزايد حالة الغضب في الشارع السعودي والخليجي عموما إزاء الممارسات التي كشف عنها النظام التركي والتي تسعي لإلحاق الضرر بالسعودية وصورتها حول العالم كقائدة للعالم الإسلامي.
ويرى مراقبون للشأن الخليجي أن الرئيس التركي، الذي بالغ في استفزاز السعودية وعمل على إيجاد رابط ما لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي، لا يبدو أنه يقدّر نتائج هذا على مصالح بلاده في منطقة استراتيجية للشركات الدولية المختلفة، فإذا استمر التصعيد التركي ضد السعودية من بوابة خاشقجي، لا شك أن دعوات المقاطعة ستكتسب زخما أكبر، وربما تمتد سريعا إلى دول أخرى، ما يعني خسارة سوق يزيد عن 30 مليونا في السعودية وحدها عدا سوق الإمارات إذا امتدت الحملة تضامنيا لتخسر تركيا 10 ملايين أخرى.
وستكون بمثابة مشكلة جديدة تضاف إلى ما تعانيه التجارة التركية في المنطقة بعد خسارتها للسوق السورية وقيام بعض الدول العربية مثل الأردن وتونس والمغرب والجزائر بفرض تحديدات وقوانين للحدّ من اختلال الميزان التجاري مع تركيا.