برلين (ززمان التركية)ــ رغم أن تركيا يحكمها حزب يزعم أنه “إسلامي”، إلا أنه يبادر إلى اعتقال كل مسلم له أدنى صلة بالمفكر الإسلامي فتح الله جولن، ولو لم يرتكب أي جريمة منصوص عليها في الدستور والقانون.
وتتواصل الاعتقالات الجماعية التعسفية في تركيا منذ عامين دون أن تهدأ، حيث طالت هذه المرة 47 شخصًا مدنيًّا لورود أسمائهم في قائمة تضم 944 شخصًا آخرين، يزعم أن جولن ضمّهم إلى “قائمة الدعاء” الخاصة به لكي يدعو لهم.
وتبين أن نيابة إسطنبول أصدرت قرارًا يوم الخميس الماضي بإلقاء القبض على 96 مواطنًا مدنيًّا وتوقيفهم، وذلك لمجرد ورود أسمائهم في قائمة الدعاء الخاصة بالمفكر الإسلامي جولن ملهم حركة الخدمة، التي يتهمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالوقوف وراء محاولة انقلاب 2016، ومن ثم نفذت القوات الأمنية القرار وقامت باحتجاز 60 مواطنًا منهم.
ووجهت النيابة العامة إلى الموقوفين تهمًا عديدة، بينها الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح، وتشكيل وإدارة تنظيم إرهابي مسلح، دون أن تقدم دليلاً واحدا على الجرائم المسندة إليهم، ثم أحالتهم إلى المحكمة مطالبة إياها باعتقالهم وزجهم في السجن.
وقضت المحكمة بدورها بالموافقة على اعتقال 47 مواطنًا من أصل 60 موقوفًا، فيما أخلت سبيل 13 مواطنًا مع فرض منع السفر إلى خارج تركيا.
يذكر أن الرئيس التركي وحكومة حزب العدالة والتنمية سرعان ما أعلن اتهام حركة الخدمة بالوقوف وراء محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، دون الاستناد إلى تحقيقات أو أدلة مادية ملموسة؛ وأعلن أردوغان الحركة تنظيمًا إرهابيًا، وبدأ حملة قمع كبيرة اعتقل خلالها الآلاف من أنصار الحركة.
ويشار إلى أن المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن غادر تركيا عام 1999 ويعيش في ولاية بنسلفانيا منذ ذلك الحين.