برلين (زمان التركية)ـــ هل من مخرج ينهي الوضع المأساوي في اليمن ويساهم في رسم بداية جديدة ؟ يطرح هذا السؤال نفسه بقوّة في وقت توحي تحركات مارتن غريفيث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بوجود بوادر تسوية.
بات المشروع الإيراني في اليمن علي وشك الإنتهاء ويتجلي هذا في الخسائر المتكررة للحوثثين ولجوئهم للتفاوض من خلال مبعوثي الأمم المتحدة .
حيث ذهب مبعوث الأمم المتحدة غريفيث إلى صنعاء وأجرى محادثات عبر قناة تلفزيونية مغلقة مع عبدالملك الحوثي زعيم “أنصار الله” المختبأ خوفا من إستهداف طائرات التحالف العربي له .
الكاتب البناني ” خير الله خير الله ” نشر مقالا يحمل عنوان” ماذا يُعدّ الحوثي لمبعوث الأمم المتحدة”؟
وقال ليس سرّا أن عبدالملك الحوثي، الذي ينتمي إلى مدرسة فكرية ومذهبية معروفة، يستخدم أسلوب الدهاء حيث يتظاهر باللياقة واللطف والدبلوماسية، في حين يعدّ فخّا للشخص الذي هو في حوار معه. فما الذي يعدّه عبد الملك الحوثي لمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيت؟
يري خير الله في تحركات غريقيت رغبة في جعل الحديدة تحت سيطرة الأمم المتحدة، فثمّة من يقول إن لدى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أجندة خاصة به مرتبطة بالحديدة كميناء مهم على البحر الأحمر والقوة الدولية أو الجهة المحددة التي ستسيطر عليه مستقبلا.
ويؤكد، أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة خدم الحوثيين الذين يعرفون تماما أن انتزاع الحديدة منهم ستكون له انعكاسات في غاية الأهمية بالنسبة إلى الصيغة التي سيستقر عليها الوضع اليمني مستقبلا.
فهناك فارق كبير بين مفاوضات تجري فيما الحوثيون يسيطرون على الحديدة، وأخرى تدور فيما وهم خارجها.
ويفسر إصرار غريفيث على توفير ما يطلبه منه الحوثيون الذين يراهنون على كسب الوقت قبل أيّ شيء وذلك لرغبته في الوصول إلى مرحلة يصبح فيها اليمن كيانات عدّة أحدها تحت سيطرة الحوثيين، تماما كما حال قطاع غزّة الذي أقامت فيه “حماس” إمارة خاصة بها.
وينوه خير الله أن جهود مبعوث الأمم المتحدة تتركز لوضع الحديدة تحت مظلّة الأمم المتحدة وقوى أخرى تريد أن يكون الميناء أقرب إلى وضع جيبوتي حيث هناك وجود عسكري لقوى عدة في مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا.
يمكن تفسير ذلك برغبته في جعل المساعدات الإنسانية تمرّ بسهولة عبر الميناء.
ويؤكد خير الله أن الحوثيون لا يمثلوا شمال اليمن كلّه إلا أنه لا يستطيع أحد تجاهل وجودهم فهم جزء من النسيج اليمني، عانوا من ظلم وحرمان في الماضي وأن حصر تمثيل اليمن الشمالي بهم لن يؤدي سوى إلى مزيد من التعقيدات، و قيام كيان حوثي هو بمثابة دعوة إلى مزيد من الحروب في بلد استفاقت فيه كل الغرائز المذهبية والقبلية والمناطقية في السنوات القليلة الماضية
ويجد أن إعادة تشكيل “الشرعية” في مرحلة معيّنة ستساعد في إجراء مفاوضات تقود إلى نتيجة إيجابية مستقبلا. هذا يعني في طبيعة الحال إيجاد صيغة تؤمن قيام دولة فيدرالية أو كونفيدرالية في اليمن.
وأخيرا يؤكد خير الله أن لا مفرّ من جعل الحوثيين جزءا من الحلّ، لكن الحلّ لا يكون بعمل كلّ شيء من أجل أن يكون لهم كيان سياسي خاص بهم في اليمن، وذلك في مقابل تخليهم عن الحديدة للأمم المتحدة أو لإشراف دولي ليس معروفا هل سيكون دوليا أم لا.