أنقرة – (زمان التركية) ــ يعتبر التحالف القطري التركي من أبرز التحالفات الموجودة بين دول الشرق الأوسط، ووقعت الدولتان عشرات الاتفاقيات للتعاون في جميع المجالات في إطار تحالف إستراتيجي يحقق لكل طرف مصالحه مع الطرف الآخر .
وامتدادا لهذا التنسيق تستضيف مدينة إسطنبول، اليوم الاثنين، فعاليات الاجتماع الرابع للجنة الإستراتيجية العليا القطرية التركية، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن الفعاليات ستقام بحضور كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي يزور البلاد اليوم.
وذكرت أنهما سيبحثان “سبل تعزيز وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في شتى المجالات”، إضافة إلى “عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، علاوة علي التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات.
والجدير بالذكر أن اللجنة الاستراتجية العليا بين قطر وتركيا منذ تأسيسها عام 2015عقُدت 3 اجتماعات؛ اثنان منها في الدوحة وواحدة في تركيا في ولاية طرابزون شمال البلاد.
في سياق متصل قال السفير التركي بالدوحة” فكرت أوزر” في تصريحات سابقة إن “عدد اتفاقيات التعاون الموقعة خلال اجتماعات اللجة السابقة وصلت إلى 40 اتفاقية”.
وأضاف أنه “من المرجح أن ترتفع إلى 50 اتفاقية خلال الاجتماع المقبل، في ظل حرص البلدين على ألا تبقى الاتفاقات على الورق وتفتح الباب لمشاريع تعاون جديدة”.
كما أعلنت نائب وزير التجارة التركية، “جونكا يلماز باتور”، أن قطر وتركيا سيوقعان اتفاقية جديدة للتعاون التجاري والاقتصادي.
وقالت “باتور” إن الجانبين أنهيا المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية توسع التعاون التجاري والإقتصادي الثنائي وتمنحه دفعة كبيرة في السنوات القادمة بعد أن سجل بالفعل نموا كبيرا خلال العامين الماضيين.
وأضافت باتور “من المرجح أن يشهد حجم التجارة الثنائية بين قطر وتركيا قفزة كبيرة هذا العام. ومن المتوقع أن تبلغ القيمة الإجمالية للتبادل التجاري ثنائي الاتجاه 2 مليار دولار مع نهاية عام 2018، مسجلة نمواً بنسبة 54 في المئة مقارنة بـ 1.3 مليار دولار في العام الماضي وأشادت باتور بالعلاقات الاستراتيجية بين بلدها وقطر التي تطورت لتصبح علاقات أخوية، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين لا تقتصر على التعاون التجاري والاقتصادي.
وأثنت باتور على قرار قطر بالاستثمار في مجموعة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع لدعم الاقتصاد التركي.
كما دعت إلى تعميق العلاقات الاقتصادية بين قطر وتركيا وتعزيزها نحو آفاق أقوى وأكثر مرونة. وأكدت أن هذا من شأنه أن يؤثر تأثيرا إيجابي في حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي نما بالفعل بشكل ملحوظ.
وأكدت أن البلدين طورا أرضية لتشجيع الاستثمارات للمساهمة في بناء علاقة اقتصادية طويلة الأجل في مختلف المجالات الاقتصادية.
خلال السنوات الأخيرة أصبحت قطر أهم حليف لتركيا في منطقة الخليج العربي، وازداد التحالف بين البلدين منذ بدء الأزمة الدبلوماسية الخليجية.
وفي يونيو/ حزيران 2017 قطعت أربعة دول هي السعودية والإمارات والبحرين ومصرعلاقاتها مع قطر متهمة اياها بدعم “الإرهاب”، بينما تنفي الدوحة.
ومع انهيار العملة المحلية في تركيا، تعهّد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان مؤخرًا باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار، في خطوة داعمة للاقتصاد التركي.
وتضم قطر قاعدة عسكرية تركية على أراضيها، فضلًا عن اتفاقيات التعاون العسكري والدفاع المشترك بين البلدين.
وتعرف القاعدة العسكرية التركية في قطر باسم “قاعدة الريان” وتسع لنحو 3 آلاف شخص، وتوفر الدعم اللوجستي عن طريق البحر والجو، ويتواجد بها نحو 300 عنصر تابع للقوات التركية. وفي الأيام الأخيرة بدأت القاعدة تشهد زيادة في أعداد الجنود الأتراك بالإضافة إلى تدعيمها بمركبات مصفحة ومدافع.