أنقرة (زمان التركية) –قال تقرير أعده حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، إن الهجرة من تركيا في تزايد مستمر، حيث شهد عام 2017 تزايدًا بنسبة 63 في المئة، ليصل عدد المهاجرين العام الماضي إلى 113 ألفا و326 مواطنا.
جاء ذلك في تقرير أعدته منصة إدارة العلوم والثقافة من ضمن 40 تقريرًا سياسيًا ستنشرها قبل انتخابات المحليات التي ستعقد في مارس/ آذار من العام القادم.
وتمحور موضوع المذكرة السياسية التي أعدها نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، فتحي أشيكال، حول هجرة العقول.
سياسات خاطئة
وأفاد التقرير أن العمالة الكفء بدأت تفضل العيش بالخارج نتيجة للضغوط السياسية والاضطرابات الاقتصادية المتزايدة خلال عهد حكم حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى هجرة 69 ألفا و326 مواطنا خلال عام 2016، وارتفاع هذا الرقم خلال عام 2017 بنسبة 63 في المئة، ليصل إلى 113 ألفا و326 مواطنا.
وشدد التقرير على تزايد هجرة العقول يوميا بسبب السياسات الخاطئة والانحيازية التي يتبعها حزب العدالة والتنمية الحاكم، مشيرا إلى أن شخصين من كل خمسة أشخاص مهاجرين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاما، وأن نسبة النساء في أوساط المهاجرين ارتفعت خلال عام واحد من 37 في المئة إلى 42 في المئة.
هجرة الأثرياء من تركيا
ويشغل المتعلمون وسكان المدن نسبة كبيرة من بين المهاجرين، وبهذه الوتيرة احتلت تركيا أيضا المرتبة الثالثة عالميًا ضمن أكثر الدول فقدانا للأثرياء.
في عام 2017 غادر تركيا أكثر من 5 آلاف ثريا، بينما شهدت الثلاث سنوات الأخيرة مغادرة 13 ألف مستثمر ورجل أعمال لتركيا، حيث خسرت تركيا 220 مليار دولار نتيجة لهجرة مواطنيها إلى 20 دولة عضوة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.أضاف التقرير أنه خلال عام 2016 كان أكثر من ألف شخص من بين 24 ألف شخص توجهوا للعمل خارج تركيا يعملون مهندسين، من بينهم نحو مئة مهندس معماري. وأكد التقرير أن التربويين وخصوصا الأكاديميين والأطباء من بين المهن الأخرى التي تتزايد معدلات هجرتها من تركيا بسرعة، وتتمتع بأهمية كبيرة.
وأكد التقرير أن أحد الأسباب الأساسية لهجرة العقول من تركيا هو سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم، وأن تطبيق برامج عودة خاصة للتصدي لهجرة العقول يعد اعترافا صريحا، غير أن حزب العدالة والتنمية الحاكم لا يرى أن سياساته الخاطئة أساس مشكلة هجرة العقول، مفيدا أن الحزب الحاكم يعتقد أنه بوسعه حل المشكلة بالسياسات السطحية، من جهة أخرى قدم التقرير حزب الشعب الجمهوري باعتباره الحزب الوحيد الذي يتمتع بالإرادة والرؤية التي ستبلغ بتركيا معايير الحياة المرفهة وإمكانات الدول المتقدمة، وسيخرج تركيا من مأزق هجرة العقول.
هذا وأوضح أشيكال أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يعادي الكثير من فصائل المجتمع وفي مقدمتها جيل حديقة غيزي، مشيرًا إلى أن السياسات الخاطئة لحزب العدالة والتنمية الحاكم تدفع المواطنين للهجرة إلى مناطق مختلفة من العالم، وأن هذا الأمر مؤشر على عدم قدرته على الإدارة.
وشهدت تركيا خلال العامين الماضيين اضطرابات سياسية وأمنية عقب انقلاب عام 2016، كما عاني الاقتصاد كثيرًا وتراجعت قيمة الليرة وارتفعت معدلات التضخم هذا العام بشكل لم يسبق حدوثه منذ 14 عامًا.
ارتفاع معدلات المهاجرين الأجانب من تركيا
وكانت بيانات معهد الإحصاءات التركية كشفت عن تسجيل نسبة المهاجرين الأجانب من تركيا إلى البلدان الأخرى ارتفعًا ملحوظًا بنسبة 42%، لتصل إلى 253 ألف شخص.
وأوضح المعهد في تقرير بتاريخ 31 أغسطس/ آب المنصرم، أن معدلات الهجرة إلى تركيا في عام 2017 شهدت زيادة بنسبة 22.4% لتصل إلى 466 ألف و333 شخصًا؛ هذه الأرقام 52% منها من الرجال، و47.7% من النساء.
أمَّا عن معدلات المهاجرين الأجانب من تركيا خلال عام 2017، فقد زادت بنحو 42.5% لتصل إلى 253 ألف و640 شخصًا؛ من بينهم 54% من الرجال، و46% من السيدات.
وأوضح التقرير أن 12.3% من 12.3% من المهاجرين من الشباب في المرحلة العمرية بين 25-29 سنة، و11.16% من الشباب في المرحلة بين 20-24 سنة، و10.8% بين 30-34 سنة.
كما أشار التقرير إلى أن أعلى نسبة هجرة من تركيا إلى البلدان الأخرة كانت في المرحلة العمرية بين 25-29 سنة، ثم تبعتها الفترة بين 20-24 عامًا بنسبة 14.4%، ثم المرحلة بين 30-34 سنة بنسبة 12.3%.