أنقرة (زمان التركية)ــ قرر فاتح أربكان نجل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان اقتحام المشهد السياسي بحزب تحت مسمى”حزب الرفاه من جديد” ، بعد أن فشلت محاولاته فى ترأس حزب السعادة الذي أسسه والده.
وفضل أربكان الترويج لحزبه الجديد من باحة مسجد حاجي بايرام ولي الأثري بالعاصمة أنقرة عقب صلاة الجمعة، حيث يتوقع أن الحزب الجديد سوف يستقطب الجمهور الإسلامي المحافظ.
وقام أربكان بالتعريف بحزبه الجديد مع “كايهان عثمان أوغلو” الذي يُنعت أيضا بالأمير لكونه أحد أحفاد السلطان عبد الحميد الثاني من الجيل الرابع.
وكان أربكان الإبن ظهر في المشهد العام من خلال وقف أسسه مع عائلته تحت مسمى”وقف أربكان” بعد أن توفي والده أربكان الأب شهر يونيو/حزيران 2013.
ولاحقًا حاول فاتح أربكان ترأس حزب السعادة، لكنه خسر معركة رئاسة الحزب أمام مصطفى كامالاك خلال المؤتمر العادي الخامس للحزب في الرابع من مايو/ أيار 2014.
ولاحظ المتابعون أن كلمة أربكان فيما يخص توجه الحزب تشير إلى أنه لن يكون معارضًا. حيث قال أربكان:”نحن كحزب الرفاه من جديد، لا نعود من أجل الخصومة والصراع وإيقاع العقوبة والهدم، وإنما نأتي لنشكر على جميع الخدمات الجميلة المقدمة ونقدرها، بالإضافة إلى سد النقص وإكمال ما لم يكتمل”.
ويقول مراقبون أن أربكان الإبن المقرب من أردوغان يخطط من خلال حزبه الجديد لشق صفوف حزب السعادة المعارض وتعظيم التأييد لأردوغان.
وكان أربكان الابن قد تقدم إلى المحكمة بطلب لإخلاء مبنى حزب السعادة بحجة كونه ميراثا لوالده الراحل نجم الدين أربكان.
جدير بالذكر أن حزب السعادة قد دخل في تحالف مع الحزب الجمهوري وحزب الخير المعارضين خلال انتخابات 24 يونيو/حزيران الماضي.
يذكر أن فاتح أربكان كشف لأول مرة عن سعيه لتأسيس حزب سياسي جديد في شهر يونيو/ حزيران الماضي أثناء حفل إفطار بمؤسسة “أربكان” في مدينة مانيسا عن وذكر أن الحزب سيخوض انتخابات المحليات التي ستقام في مارس/ اذار 2019.
وقال وقتها أربكان: “لا يمكن استمرار تيار “مللي غوروش” (الرؤية الوطنية) الذي أنشأه والدي بهذا الشكل، ويجب إنقاذه بحزب جديد”. وذلك في أعقاب تحالف حزب “السعادة” الإسلامي مع حزب “الشعب الجمهوري” العلماني وحزب الخير لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24 يونيو/ حزيران الماضي.
يذكر أن أول الأحزاب السياسية التي مثلت تيار “مللي غوروش” أسسه نجم الدين أربكان عام 1970، وكان أول حزب سياسي ذو هوية إسلامية منذ إلغاء الخلافة عام 1924، وبعد عام واحد قررت المحكمة الدستورية حظره بتهمة مناهضة العلمانية ومبادئ أتاتورك، ثم حظرت بعد ذلك كل الأحزاب التي تمثل هذا التيار، وهي حزب “السلامة الوطني” ثم حزب “الرفاه” ثم حزب “الفضيلة”، فأسس نجم الدين أربكان أخيرًا حزب “السعادة” عام 2003 والذي يقوده حاليًا تامال كارا موللا أوغلو المرشح للإنتخابات الرئاسية.