أنقرة (زمان التركية) – قال الكاتب الصحفي التركي طارق توروس، إن الصورة السيلفي الوحيدة التي تجمع خاشقجي بخطيبته التركية تبين أنه تم التلاعب بها، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الدور الحقيقي لخديجة جنكيز.
وتحدث “توروس” عن ذلك في مقال بموقع Tr724.
و أوضح توروس الذي كان يشغل مدير الإنتاج السابق بتلفزيون Bugün الذي أغلقته السلطات التركية، أنه توجد صورة بالفعل لكن هذه الصورة لم تكن بها جنكيز، قائلا: “بإمكان خديجة جانكيز أن تبدأ بكشف دورها الحقيقي في الواقعة بدموع التماسيح”.
تعليقات الصحفي التركي لم تختلف عن ما ذكرته صحيفة سعودية نقلا عن عدد من الخبراء، بأن الصورة التي نشرتها واشنطن بوست في احد أخبارها واعتمدتها وسائل الإعلام، كدليل على وجود علاقة بين الصحفي السعودي المختفي جمال خاشقجي والباحثة التركية خديجة جنكيز، “مزورة باستخدام برامج تعديل الصور مثل فوتوشوب”.
ونقلت صحيفة “عاجل” الإلكترونية السعودية، عن خبراء في مجال التصميم والتسويق، بأن هذه الصورة “مزورة”، موضحين أن وجه السيدة جنكيز أضيف بعد التقاطها بوقت طويل.
وقال الخبراء للصحيفة “بعد إخضاع الصورة لفحص تفصيلي- أنها تعرضت لعملية تلاعب متعمّد بغرض إظهار الباحثة التركية بصحبة خاشقجي”.
وظهرت الصورة التي تجمع جنكيز مع خاشقجي عقب تناول صحيفة واشنطن بوست ادعاءات حول زواج جمال خاشقجي من سيدة مصرية قبل أشهر من توجهه إلى قنصلية بلاده لإنهاء أوراق زواجه من خطيبته التركية، وقالت إنه أبقى أمر زواجه سرا من أسرته وخطيبته.
وأثار ظهور الصورة التي يزعم تلاعب خديجة بها خلال الفترة التي أثيرت فيها ادعاءات زواج خاشقجي العديد من علامات الاستفهام.
هذا واتهم تروروس في مقاله تركيا بالمسؤولية أيضا عن مقتل خاجقجي، ورأى أنه كان بإمكان أنقرة منع قتله أو على الأقل محاسبة قاتليه بشكل جدي، قائلا:
كان بالإمكان تأمين خاشقجي المقرب من السلطة الحاكمة، فمن الواضح أنه يتم التنصت على القنصلية السعودية، وكان بإمكانهم عدم تسليمه ككبش فداء. وثيقة الزواج إجراء بسيط، لذا كان بإمكان الجانب التركي حل هذا الأمر. تبين أن خاشقجي تزوج من سيدة مصرية قبل وقت قصير. بإذن من من تم هذا الزواج؟ خاشقجي لم يتمكن من مغادرة القنصلية التي دخلها، لكن عناصر المخابرات السعودية في الحافلتين اللتين غادرتا القنصلية غادروا تركيا على متن طائرتين دون أية مشاكل. بل وفتشت المخابرات التركية إحدى هاتين الطائرتين وتم فحص قائمة ركابها وما شابهه.
كان بالإمكان التدخل بحادث مرعب كجريمة قتل حتى ولو كان الشخص يتمتع بحصانة دبلوماسية، وكان بالإمكان فحص موقع الجريمة دون الحاجة إلى تصاريح معينة، لكن هذا لم يتم. تم مشاركة معلومات الجريمة بما يشمل أيضا التسجيلات واحدة تلو الأخرى، وتحولت الجريمة إلى مساومات دبلوماسية.
تم تجاهل مغادرة السفير السعودي، الذي أثارت كل تحركاته الشكوك، تركيا بعد أسبوعين. الجثمان لا يزال مفقودا، وليس من المحتمل أن تتجاهل أنقرة التي تعتمد على الواقعة للأمر. هناك أمور يمكننا القول إنها مراوغة تركية كالمطالبة بتسليم المتهمين ال18 الذين غادروها بعلم من السلطات لمحاكمتهم، والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بكيفية الحصول على التسجيلات الصوتية بزعم عدم التنصت على القنصلية، ومشاركة السلطات المعلومات مع المخابرات الأمريكية، بينما تصنف كل من يعارضها بأنه عميل للمخابرات الأمريكية، بجانب مشاركة التسجيلات مع الدول المعنية والسعودية ( فعلى سبيل المثال كندا أعلنت السفير السعودي لديها شخصا غير مرغوب فيه في أغسطس الماضي) وتحريض الإعلام من خلال العزف على وتر الحريات وكأن السجون لا تعج بمئات الصحفيين.
وختم الكاتب التركي مقاله قائلا: “ما حدث لخاشقجي الذي تجمعه صداقات مع قيادات العدالة والتنمية خيانة كبيرة”.