لندن – (زمان التركية) ــ في الوقت الذي تسارع فيه بريطانيا من أجل الخروج من الاتحاد الأوربي “بريكست” تجد لندن نفسها مقيدة بالالتزامات المالية الضخمة الخاصة بمساهماتها في اتفاق الهجرة المبرم بين الاتحاد الأوربي وتركيا .
وتعهدت الحكومة البريطانية بمواصلة سداد التزاماتها إلى الحكومة التركية في إطار اتفاق الهجرة المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، إلى حين خروجها التام من عضوية الاتحاد، وفقا لما نقلت وكالة (الأناضول).
ويلزم اتفاق الهجرة المبرم مع أنقرة بتاريخ 18 مارس/ اذار 2016، الاتحاد الأوربي بدفع مبلغ 6 مليارات يورو إلى تركيا على دفعتين، لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، وذلك لمنع وصولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي.
إذ توصل مفاوضو بريطانيا والاتحاد الأوروبي الثلاثاء الماضي إلى مسودة اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد، بعد جولات مكثفة من المفاوضات .
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، أنه بالموافقة على مسودة الاتفاق، من المقرر أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي في موعد أقصاه 29 مارس/ أذار المقبل.
وبحسب ما ورد في خبر موقع “أحوال تركية”، فإن الاتفاق التركي الأوروبي بخصوص اللاجئين يشمل الحدّ من الرحلات الخطرة عبر بحر إيجه والقضاء على تهريب المهاجرين.
وينص الاتفاق كذلك على أن كل المهاجرين الذين لا يقدمون طلب لجوء، أو يثبت أن طلبهم لا يستند إلى أساس أو لا يمكن قبوله سيرحلون إلى تركيا.
ويستند الأوروبيون قانونيا بصورة خاصة إلى مبدإ الدولة الثالثة الآمنة وبعد اعتراف اليونان بهذا الوضع لتركيا، فإن الاتحاد الأوروبي سيعتبر طرد المهاجرين قانونيا حيث إن طالبي اللجوء سيجدون في تركيا الحماية الدولية التي يحتاجونها.
وينص الاتفاق كذلك على أنه مقابل كل سوري يعاد من الجزر اليونانية إلى تركيا، يستقبل سوري آخر من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وتعطى الأولوية للمهاجرين الذين لم يحاولوا الوصول بصورة غير شرعية إلى الاتحاد الأوروبي.
ويتعهد الاتحاد الأوروبي بموجب الاتفاق بتسريع تسديد المساعدة المالية بقيمة 3 مليارات يورو، التي سبق ووعد تركيا بها، من أجل تحسين ظروف معيشة الـ2.7 مليون لاجئ تستضيفهم أنقرة، بشرط أن تحترم تركيا بعض الالتزامات بشأن استخدامهم، وأن الاتحاد الأوروبي سيحشد تمويلا إضافيا قدره 3 مليارات يورو بحلول نهاية العام 2018.
ولا تزال قضية الهجرة غير الشرعية موضوعا شائكا في العلاقات التركية الأوربية على الرغم من الاتفاق التركي – الأوروبي.
ومع استمرار أعداد المهاجرين غير الشرعيين في التزايد، قالت منظمات غير حكومية إن أكثر من 10 آلاف مهاجر ولاجئ وصلوا اليونان من تركيا عن طريق معبر نهر إيفروس في الشمال في النصف الأول من 2018 وهي وتيرة تدفق إلى الشواطئ اليونانية أسرع مقارنة بعام 2017.
وقالت مسؤولة منظمة أطباء بلا حدود في اليونان لوكالة رويترز إن الرقم يتجاوز العدد المقدر للوافدين من إيفروس في 2017 ككل وهو 7500.