برلين (زمان التركية)- قالت صحيفة “سبق” السعودية في مقال نشرته اليوم الاثنين إن أمام السعوديين مهمة للتصدي لما تعمل تركيا على تحقيقه، ولا سيما تنحية محمد بن سلمان عن منصبه.
ورأى الكاتب في الصحيفة، محمد عطيف، أن بلاده تتصدى بامتياز لما عبّر عنه صراحة الأكاديمي التركي أحمد قاسم هان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إسطنبول الذي قال: “يمكننا تحقيق الكثير من المكاسب، إلى جانب توجيه ضربة سياسية للسعودية، من بينها الحصول على أموال ضخمة منها، وتحقيق إعفاءات من واشنطن بخصوص العقوبات على إيران، وكذلك تطبيع العلاقات مع الدول الحليفة مع السعودية؛ إلا أن إزالة محمد بن سلمان من منصبه هو الخيار التركي الأمثل”.
واستنتج الكاتب أن من يستهدف المملكة “ومهندس رؤيتها الحلم” ليست تركيا وحدها، بل وأطراف أخرى “لا تخفى على كل لبيب”.
ولفتت الافتتاحية إلى أن “الهجمة الشرسة التي تتعرض لها السعودية، والتي صرح عنها مباشرة وزير الخارجية عادل الجبير، قد لا تتوقف على المدى القريب. وهي تعاني الآن من انحسار كبير لموقفها المتكئ على إعلام أجوف بعدما قطع عليها بيان النيابة العامة السعودي والشفاف، خطوطاً تأمل من ورائها الوصول لمرحلة ابتزاز أو مكاسب مادية أو معنوية”.
وعاد الكاتب إلى انتقاد تركيا قائلاً إنها لا تتوقف “عن تلميحات جوفاء، وتتجاهل مطالبات النيابة السعودية بتزويدها بالتسجيلات المزعومة أو أية أدلة، وهو طلب تم تكراره ثلاث مرات دون جدوى، فما هي حقيقة الوضع؟ وكيف يريد البعض توظيف الحادثة المؤسفة لمصالح سياسية، حيث إن ذلك هو المبرر الوحيد وراء السلوك التركي”.
ورصد الكاتب ما رأى أنها الأسباب التي تقف وراءها الحملة على بلاده ومنها:
– الوهم التركي في السعي لتكون القلب الإسلامي من خلال ضرب السعودية قائدة العالم الإسلامي.
– التصدي للدور السعودي الفاعل في ضرب تيارات إسلامية سياسية وإرهابية – تدعمها تركيا وقطر.
– البحث عن مكاسب اقتصادية من وراء – ابتزاز الموقف السعودي.
– الرئاسة التركية تبحث عن غطاء قوي على فشلها الداخلي وتردي أوضاع البلاد اقتصاديا.
وبشأن عدم تعاون تركيا مع النيابة العامة السعودية، طرحت المقالة الافتتاحية ثلاثة تساؤلات متلاحقة:
– هل تخشى تركيا أن تثبت أية تسجيلات قيامها بخرق الأعراف الدبلوماسية والتجسس على القنصلية السعودية؟
– أم تخشى أن تكشف تلك التسجيلات عن علمها المسبق بشيء ما ولم تحاول منعه؟
– أم تخشى أكثر أن تكون هي من دفعت بالعملية لمسار كان يمكنها إيقافه؟
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نقلت في وقت سابق عن مصادر في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أن الوكالة خلصت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد أعطى أمر تصفية خاشقجي، في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال للصحفيين أمس الأول إن الولايات المتحدة ستنشر في القريب، وربما يوم الثلاثاء، “تقريرا متكاملا” عن مقتل الصحفي السعودي.
يذكر أن النيابة العامة السعودية أعلنت، يوم الخميس الماضي، أنها وجهت التهم إلى 11 شخصا من الموقوفين في قضية مقتل جمال خاشقجي، وعددهم 21 شخصًا، وإقامة الدعوى الجزائية بحقهم، مع المطالبة بإعدام من أمر وباشر بالجريمة منهم وعددهم 5 أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية بالبقية.
ودخل خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول إلى القنصلية السعودية في تركيا لينجز بعض المعاملات الورقية، ولم يخرج. منذ ذلك الحين.