برلين (زمان التركية) – فجّر أحد مستشارى وزارة الخارجية الألمانية مفاجأة من العيار الثقيل؛ إذ زعم تورط نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تزويد تنظيم جبهة النصرة بغازي “السارين” المحرم دوليا .
وقال السؤول الألماني خلال أحد البرامج الحوارية المحلية التى يعود تاريخها إلى شباط / فبراير الماضى “إن الاستخبارات التركية كان لديها علم مسبق عن إمكانية تحويل مسار الحرب لصالحهم من خلال استخدامهم للمجاهدين المتطرفين في محاربة الأكراد اللذين يدينون بالولاء لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي، ومن ثم تكون الحرب أكثر تعقيدا وتشابكا”.
وادعى المستشار الألماني أن نظام أردوغان قام بتزويد جبهة النصرة بغاز السارين السامي علنًا، مشيرًا إلى وجود تحقيق أمريكي في هذا الصدد يمكن مراجعته بتاريخ 20 يوليو /تموز 2013 والذي يكشف عن علم الولايات المتحدة بتزويد تركيا لجبهة النصرة وتنظيمات أخرى بغاز السارين السام الذي تصنعه تركبا بنفسها.
وأشار إلى أن أول صحفي نشر خبرا حول إرسال تركيا الأسلحة إلى جبهة النصرة كان الإعلامي المعروف “جان دوندار”، الذي هرب إلى ألمانيا بينما كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة “جمهويت”، بعد أن رفع أردوغان شخصيا دعوى لإلقاء القبض عليه بتهمة “الخيانة العظمي للدولة”، وذلك لكشفه عن شاحنات المخابرات التركية المحملة بالأسلحة المرسلة إلى سوريا.
وأكد المستشار رغبة ألمانيا في مساعدة المجتمع المدني السوري الحقيقي للوصول إلى سدة الحكم، إلا أنه للأسف هذا الهدف بعيد عن الواقع نهائيا، على حد تعبيره.
وشدد في حديثه أيضًا على أن المجاهدين اللذين أتوا إلى ألمانيا ستتصدى لهم الأجهزة الأمنية على الفور.
وكانت مصادر كردية في سوريا زعمت استخدام نظام أردوغان للغازات السامة ضد الأكراد، مشيرة إلى أن 6 مدنيين أكراد عانوا من صعوبات في التنفس عقب هجوم بغاز سام على بلدة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد، كما ورد في تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان أرين أردم، النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري، المعتقل حاليا بعد أن كشف علاقة أردوغان بتنظيم داعش في خطاب ألقاه بالبرلمان، زعم أن الإرهابيين ينقلون المواد اللازمة لصنع غازات سامة في سوريا من تركيا، ثم قضت الدائرة التاسعة لمحكمة الجنايات في مدينة أضنة بحبس السوري هيثم قصاب 12 عاما بتهمة نقل مواد من تركيا إلى سوريا لصنع غازات سامة، في حين أطلقت سراح 5 أتراك متهمين بمساعدته.
ويرى مراقبون أن هذه التصريحات ستضع الرئيس أردوغان في موقف حرج في الوقت الذي يسعى إلى تحسين علاقات تركيا مع الدول الغربية والعودة إلى مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أعقاب تعرض العلاقات للانكسار بسبب تطبيقه نهجًا قمعيًّا منذ إغلاق ملفات الفساد والرشوة التي طفت إلى السطح في 2013 محاولة الانقلاب في 2016 التي تصفها المعارضة التركية بـ”الانقلاب المدبر”.