إسطنبول (زمان التركية) – في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة التي تمر بها تركيا، كثر الجدل في الشارع حول تنفيذ مشروع قناة إسطنبول الذي وعد به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إبان حملته الانتخابية هذا العام.
وكان عديد من علماء البيئة والخبراء في مجال التخطيط العمراني أكدوا أن مشروع قناة إسطنبول يحمل الكثير من المخاطر البيئية إلى تركيا، حيث عبروا عن قلقهم من أضرار كارثية على البيئة العمرانية وشبكات المياه والصرف الصحي، فضلا عن تسببه بنسف معالم حضارية ومعمارية مهمة.
وصف الرئيس أردوغان هذا المشروع بـ”المجنون”، إذ إنه سيغير خريطة إسطنبول التي تعتبر إحدى أكبر المدن في أوروبا وتحويل شطرها الغربي لجزيرة، وستربط قناة إسطنبول التي ستقطع مسافة 45 كيلومتراً بين المياه شمالي وجنوبي المدينة وستخفف من حركة المرور في مضيق البوسفور الممر العالمي الكبير للشحن.
كان من المقرر أن تبدأ الحكومة التركية في تنقيذ المشروع خلال العام الجاري، إلا أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا حاليا أجبرت الحكومة على تأجيل تنفيذ المشروع إلى العام القادم.
لكن جاءت تصريحات جديدة أطلقها وزير النقل والبنية التحتية التركي “جاهد تورهان”، أشارت إلى احتمالية الشروع في تنفيذ المشروع مجددا، حيث قال إن تركيا تعتزم إطلاق مشروع قناة إسطنبول في عام 2019، وإنه لا ينبغي تأجيلُ تشييد القناة حتى عام 2020، معبرًا عن أمله أن يبدأ العملُ عليها في عام 2019، بحسب خبر نشره موقع “أحوال تركية”.
الجدير بالذكر أن تكلفة المشروع التي ستصل إلى 16 مليار دولار في وقت يعاني الاقتصاد التركي من أزمة كبيرة ونقص في قيمة عملته الليرة وصل إلى 40 في المئة.
يشار إلى أنه على الرغم من أن أردوغان ينفي وجود أزمة اقتصادية في تركيا، إلا أن رئيس وزراء تركيا السابق رئيس البرلمان الحالي بن علي يلدريم اعترف مؤخرًا بها وأعلن أنهم يواجهون “أزمة اقتصادية كبيرة للغاية”، على حد تعبيره.