برلين (زمان التركية) – تناول المحلل السياسي “ذو الفقار دوغان” في مقاله الذي نشر بموقع “أحوال تركية” تحت عنوان “تركيا حبل النجاة لإيران من العقوبات”، والذي يشير فيه للدور القوي الذي تقوم به تركيا من أجل تخفيف تلك العقوبات المفروضة على إيران أكثر من 40 عامًا.
فعندما فرضت الولايات المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات على أنشطة إيران المالية ومبيعاتها من النفط والغاز، والتي بدأ سريانها في الخامس من شهر نوفمبر الجاري كانت تركيا إحدى ثماني دول حصلت على إعفاء لستة أشهر.
وأوضح الرئيس رجب طيب أردوغان أنه سواء أكانت هناك إعفاءات أم لا فإن بلاده ستواصل تجارتها في الطاقة مع إيران، لأنه بدون الغاز الإيراني فقد يجد الأتراك أنفسهم في مواجهة شتاء قاتم غير قادرين على تدفئة منازلهم.
وأشار المحلل السياسي دوغان إلى تاريخ تركيا في مخالفة العقوبات على إيران وتبادل النفط الإيراني بالذهب التركي والذي أنقذ الاقتصاد الإيراني من الغرق بسبب العقوبات المفروضة عليه، وكان ذلك التبادل من خلال بنك خلق التركي الذي تديره الدولة، ولفت إلى أن تقارير ذكرت أن هذا التبادل كان الأكبر من نوعه حتي الآن والذي بسببه تم سجن نائب مدير بنك خلق بالولايات المتحدة. ونوه دوغان باحتمالية صدور قرار بفرض الولايات المتحدة غرامات تقدر بمليارات الدولارات على تركيا، لذلك تخشي العديد من الدول الأوربية والأسيوية التبادل التجاري مع إيران خوفا من أن تطالها تلك العقوبات، إلا أن الوضع في تركيا مختلف، وذلك من خلال الاستناد إلى قول “بلجين إيجول” وهو رجل أعمال ترأس على مدى سنوات مجلس التجارة التركي الإيراني التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية
انسحاب كثير من الدول والشركات من إيران
وأضاف المحلل السياسي دوغان أن الشركات الأوروبية تخشى العقوبات الثانوية، وحتى الصين ترغب في تفادي التجارة المحفوفة بالمخاطر مع إيران، رغم أنها حاليا أنشط دولة في السوق الإيرانية، مما يؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة في السوق الإيرانية، إلا أن الدولة الأوفر حظا من حيث القدرة على سد تلك الفجوة هي تركيا. وهي بالفعل جارة إيران، وهي أيضا الدولة الصناعية الوحيدة القريبة والتي يمكنها تلبية كل احتياجات إيران.
وأكد رجل الأعمال إيجول أن تركيا وإيران سلكتا طرقا مختلفة للتحايل على الحظر منذ بداية فرض العقوبات علي إيران، وبسبب ضعف العملتين التركية والإيرانية كان التبادل التجاري بينهما باليورو والدولار، ونحج التبادل وأنشأ رجال الأعمال الايرانيين أكثر من 200 شركة في تركيا. وحدث ازدهار في النشاط التجاري عبر الحدود من خلال إرسال منتجات الشركات الإيرانية في تركيا إلى إيران والتبادل العكسي بينهما وحدثت قفزة كبيرة في المعاملات النقدية والذهبية.
وتعرض إيجول لحقيقة أخرى تصب في مصلحة تركيا وهي أن العلاقات تحسنت مع الولايات المتحدة، نظرا لإطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون، وقال إيجول إن ذلك يرجح أن تمدد الولايات المتحدة إعفاء تركيا من العقوبات. وقال “هذا هو السبب في أن بوسع تركيا تحويل تلك العقوبات إلى فرصة… في الوقت الحالي، ليس لنا منافس تقريبا في السوق الإيرانية”.
أما بالنسبة للتجارة التي كانت قد بلغت ذروتها عند 22 مليار دولار والتي تراجعت إلى حوالي عشرة مليارات دولار، وتجارة الذهب إلى ملياري دولار أو ثلاثة مليارات فقط، فهذا سيرتفع سريعا”.
وأشار إلى أن احتمالات زيادة التجارة رفعت مستوى الحماس بالفعل في مدينة فان بشرق تركيا، القريبة من الحدود الإيرانية، وفي غازي عنتاب وهو إقليم بجنوب شرق البلاد. وتوقع أيجول أن يلعب قطاعه الصناعي المتطور دورا رئيسيا في تزويد السوق الإيرانية بالإمدادات.
وأضاف “ربما لا توجد صناعة في فان، لكن غازي عنتاب يشهد بداية نشاط مذهل، وهذان الإقليمان سيشكلان شريان الحياة الجديد لإيران”.