انتشرت مؤخرًا ادعاءات تقول إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمتص غضب شعبه من خلال خطاباته المعادية لإسرائيل، وذلك بعد تعرضه لانتقادات لاذعة من جانب الرأي العام لاستخدامه عبارات معادية للكيان الصهيوني في العلن، فيما تربطه علاقات اقتصادية متميزة معه خلف الستار.
وأورد الكاتب في صحيفة” زمان” التركية علي بولاج، أحد محللي علاقة حكومة حزب العدالة والتنمية مع إسرائيل، في مقال له اليوم الخميس، تصريحا لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم والمتحدث باسم الحكومة التركية حاليا حسين تشليك أدلى به حول هذا الموضوع عام 2010.
وقال بولاج إن تشليك قال في تصريح أدلى به لصحيفة” ميللّيت” بتاريخ 14 يونيو/ حزيران 2010 إن أردوغان “يمتص غضب الشعب” من خلال خطاباته المعادية لإسرائيل.
وأضاف تشليك، في الحوار الذي أجرته معه الصحفية دفريم سفيماي، بقوله: “وعلى العكس تمامًا، فانظروا لو لم يصدر السيد أردوغان هذه التصريحات لازدادت معاداة السامية في تركيا كثيرًا”.
وردًا على سؤال سفيماي: “وهل هذا يؤدي بطريقة ما إلى امتصاص غضب الشعب؟”، قال تشليك: “بالطبع، فالشعب يفكر بهذه الطريقة، حيث يقول إن الحكومة تصدر رد الفعل الذي كان يجب علينا أن نصدره.
ولفت بولاج إلى أن غالبية الدول الإسلامية تدين ممارسات إسرائيل في الظاهر، لكنها لا تصدر رد الفعل نفسه خلف الكواليس، مشيرًا إلى أن هناك كلمة تُقال لمن يَظهرون بموقفين في السياسة عقب المذبحة الكبيرة التي تعرض لها أهل البيت في واقعة كربلاء، وهي: “يبكون على الحسين ويتعاونون مع يزيد”، وكلمة أخرى تقول: “ألسنتهم مع علي وقلوبهم مع معاوية”.
وألمح بولاج إلى أن حزب العدالة والتنمية يمارس سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع إسرائيل، كاشفًا عن عمق العلاقات التركية – الإسرائيلية في ثلاث بنود كتبها في مقاله، وهي:
1- ألغت تركيا الحظر الذي كان مفروضًا على عضوية إسرائيل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لسنوات طويلة. وكانت الحكومة الفلسطينية قد كتبت خطابًا لرئيس الوزراء أردوغان من أجل أن يستخدم حق النقض” الفيتو” على هذا الإجراء، لكنه لم يلقِ بالًا لذلك، وذكّر الخطابُ السيدَ أردوغان بأن إسرائيل ارتكبت مذابح ضد الفلسطينيين في غزة في ديسمبر/ كانون الأول 2008 – يناير / كانون الثاني 2009. كما أرسل رئيس اللجنة الإسلامية لحقوق الإنسان مسعود شجرة خطابًا إلى أردوغان ليعترض على عضوية إسرائيل، لكن هذا لم يجدِ نفعًا أيضاً، وأعطت تركيا تأشيرة لإسرائيل لتدخل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قبل أسبوعين من مذبحة سفينة” مرمرة الزرقاء” في مايو / آيار 2010.
2- أرادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة طرح نقاش حول القدرة النووية لإسرائيل في إحدى اجتماعاتها، لكن ممثل تركيا خرج من القاعة حين بدأ التصويت، ولم يبدِ رأيه حول الموضوع عندما رجع، ثم صوت بـ”ممتنع”. وكان هذا التصرف دعمًا فريدًا لإسرائيل، وقد أعرب رئيس حزب صوت الشعب آنذاك، ونائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية حالياً نعمان كورتولموش عن رد فعل غاضب على هذا التصرف – وهو محق – قائلًا: “معروف أن إسرائيل تمتلك أكثر من 30 ألف سلاح نووي، لكن تركيا اتخذت قرارًا مؤيدًا لإسرائيل”.
وافقت حكومة حزب العدالة والتنمية يوم 26 ديسمبر / كانون الثاني 2010 على مشاركة إسرائيل في فعاليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في إطار حوار البحر المتوسط، وقد قبلت صيغة التصالح التي قدمها الأمين العام للناتو في ذلك الوقت أندرس فوغ راسموسن، ولم تستخدم حقها في الاعتراض، بيد أنه كان قد مرّ نحو ستة أشهر فقط على هجوم إسرائيل على سفينة مرمرة الزرقاء، وأشارت الادعاءات التي جرى تسويقها وقتها إلى أن حلف الناتو وافق في مقابل ذلك على أن يرسل بطاريات صواريخ باتريوت إلى تركيا من أجل حماية أراضيها ضد أي تهديد محتمل