واشنطن (زمان التركية)ــ رصد مقال ترجمته صحيفة (المصري اليوم) منشور في شبكة (بلومبرج) الإخبارىة الأمريكية للكاتب إيلى ليك، التحولات الأمريكية التركية في العلاقة بين البلدين، والتي ظهرت جلية عقب فرض الحزمة الثانية من العوبات على إيران.
وجاء في المقال: قبل 3 أشهر فقط كان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، يتباهى بالعقوبات المفروضة على تركيا، والتى كانت تهدف إلى شل اقتصاد أنقرة، ويوم الاثنين، باتت الأخيرة واحدة من 8 دول حصلت على إعفاء من العقوبات الأمريكية، المفروضة لشل حركة الاقتصاد الإيرانى.
وفى غضون ذلك حدثت بعض الأشياء، ففى البداية، سمح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الشهر الماضى، للقس الأمريكى، أندرو برونسون، بمغادرة زنزانته فى أحد السجون التركية، والعودة إلى دياره فى الولايات المتحدة، وكان سجنه مصدر إزعاج كبيرا لترامب، الذى يعتقد أن أردوغان كان قد تراجع عن الصفقة السابقة لتحريره، وجاء إطلاق سراح برونسون فى الوقت الذى كان أردوغان يتمتع فيه ببعض النفوذ بسبب مقتل الكاتب الصحفى السعودى، جمال خاشقجى، فى القنصلية التركية فى إسطنبول، وقد ظلت حكومة أردوغان تعلن عن تفاصيل تلك الجريمة على مدى شهر كامل، لكنها لم تصدر بعد تسجيلًا صوتيًا للجريمة نفسها.
أضف إلى ذلك قرار أردوغان تخفيف حدة لهجته المعادية لأمريكا، ويقول العضو السابق فى البرلمان التركى، الباحث فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أيكان إردمير، إن الرئيس التركى اعتاد أن يكون «متحديًا وصريحًا بشأن العقوبات الإيرانية»، ولكنه لم يعد كذلك، وصحيح أن الأتراك لم يتوقفوا عن شراء النفط الإيرانى بشكل كامل، ولكنهم باتوا يشترون كميات أقل منه.
كما أن نهج الولايات المتحدة تجاه تركيا قد تم تخفيف حدته أيضًا.
ولذا فإنه سيكون من السهل رؤية عداء الصيف الماضى بين أنقرة وواشنطن باعتباره كان مجرد خطأ، وكما أخبرنى مسؤول تركى رفيع، الاثنين، فإن «النبرة الجديدة للعلاقات التركية- الأمريكية ستكون كما يجب أن تكون، فما حدث قبل ذلك كان بمثابة شذوذ، وهذا أمر طبيعى».
ومع ذلك فإنه لايزال هناك العديد من التشوهات، والأشياء المزعجة، فى العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، وأحد هذه الأشياء هو وضع العالم الأمريكى من أصل تركى، فى وكالة ناسا، سيركان جولج، الذى تم إلقاء القبض عليه، مثل برونسون، فى عام 2016، ضمن مجموعة زُعِم أنهم من أنصار محاولة الانقلاب العسكرى، وقد بات برونسون حرًا اليوم.
وأخيراً، هناك إيران نفسها، ففى المرة الأخيرة التى فرضت فيها الولايات المتحدة عقوبات ثانوية على صادرات النفط الإيرانية، تورط بنك «هالك بنك»، الذى تديره الدولة، فى أكبر مخطط للتهرب من العقوبات فى التاريخ، وفى مايو، حكمت محكمة أمريكية على مسؤول تنفيذى فى هذا البنك لتورطه فى الفضيحة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال أردوغان إنه ناقش قضية «هالك بنك»، فى مكالمة هاتفية، مع ترامب، وفى هذه الأثناء، أمرت السلطات التركية، يوم الاثنين، باعتقال أحد شهود الادعاء فى هذه القضية لانتهاكه قوانين البناء فى منزله بإسطنبول.
وربما يكون لدى ترامب خطة لحل قضايا جولج، وهالك بنك، وصفقة الـ«إس-400»، والقصف العسكرى التركى فى سوريا، ولكن حتى الآن يبدو أن أردوغان بات يكافأ من قبل الولايات المتحدة لإطلاقه سراح أمريكى لم يكن يجب احتجازه أبدًا، ولكشفه جريمة قتل خاشجى التى لم يكن مسموحًا بها أبدًا.