أنقرة (زمان التركية) – أصدرت صحيفة الوطن التركية آخر أعدادها الورقية يوم الخميس الماضي لتلتحق بصحيفة خبرتورك التي أصدرت آخر أعدادها في يوليو/ تموز الماضي.
وأجمعت الصحيفتان في بيانهما على أن قرار التوقف عن إصدار نسخ ورقية سببه تراجع الإعلانات وتكاليف الطباعة العالية.
واضطر القائمون على الصحف في تركيا إلى تقليل عدد الصفحات وإلغاء ملاحق نهاية الأسبوع ، بسبب الزيادة الكبيرة في أسعار الورق المستورد، التي تمثل أحد أهم نفقات الصحف، على خلفية ارتفاع مؤشر العملات الأجنبية أمام الليرة.
وفي مطلع العام الحالي كان سعر الدولار يبلغ 3.75 ليرة بينما يبلغ سعره حاليا 5.5 ليرة، وخلال الأشهر الماضية تجاوز سعر الدولار حاجز السبع ليرات وظل سعره أكثر من 6 ليرات لبضعة أشهر. وتعني هذه الأرقام زيادة بنحو 50 في المئة في نفقات الصحف على الورق.
ولعل أحد أسباب فقدان الصحف في تركيا لقوتها وتأثيرها هو تراجع حرية الصحافة في البلاد بمرور الوقت، فخلال تقرير الحريات في العالم لعام 2018 الذي أصدرته مؤسسة فريدوم هاوس الفكرية، ومركزها الولايات المتحدة، تراجعت تركيا من فئة “الحرية الجزئية” إلى فئة ” غياب الحرية”.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء التركية إلى تراجع تداول الصحف في تركيا منذ عام 2014.
الدور الكبير الذي تلعبه السلطة في توزيع الإعلان جعلها تدعم الصحف المؤيدة لها بالإعلانات، وأسفر عن عدم منح الإعلانات للصحف المعارضة التي يتقلص عددها بشكل ملحوظ.
وبالأخذ في عين الاعتبار الأوضاع في تركيا، فإن التحول الرقمي وتقلص الحصة الإعلانية وارتفاع تكاليف الورق بشكل كبير يعطي حجة قوية وتوقيت مناسب لخروج الصحف المطبوعة من القطاع.
توقفت الإندبندنت ونيوزويك عن الصدور ورقيًا
التغيير في الحصة الإعلانية أمر لا يقتصر على تركيا فقط، ففي العديد من المناطق ومقدمتها العالم الغربي تزايدت حصة المواقع الرقمية وتراجعت إعلانات الصحف بمرور الوقت.
وخلال السنوات الماضية قررت صحيفة الإندبندنت البريطانية ونيوزويك الأمريكية التوقف عن إصدار نسخ ورقية.