بقلم: علي أونال
تعتبر قضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مثل المفتاح الذي يفتح كل الأبواب في العالم الإسلامي، فتستطيع الأنظمة والحكومات من خلال هذا المفتاح مواصلة سلطتها عن طريق إظهار العداوة لإسرائيل والدعم لفلسطين، وفي الوقت ذاته، تبطن التعاون مع الكيان الصهيوني وتعمل معه، وهناك مَنْ يتظاهرون بانتمائهم للتيار الإسلامي ويستغلون عداوتهم الظاهرة لإسرائيل من أجل إظهار أنفسهم كأبطال وإراحةِ ضمائرهم وضربِ واتهامِ مَنْ يخدمون الإسلام حقًا.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]تعتبر قضية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مثل المفتاح الذي يفتح كل الأبواب في العالم الإسلامي، فتستطيع الأنظمة والحكومات من خلال هذا المفتاح مواصلة سلطتها عن طريق إظهار العداوة لإسرائيل والدعم لفلسطين، وفي الوقت ذاته، تبطن التعاون مع الكيان الصهيوني وتعمل معه، وهناك مَنْ يتظاهرون بانتمائهم للتيار الإسلامي ويستغلون عداوتهم الظاهرة لإسرائيل من أجل إظهار أنفسهم كأبطال وإراحةِ ضمائرهم وضربِ واتهامِ مَنْ يخدمون الإسلام حقًا.[/box][/one_third]وهناك من يظهر عداوةً لإسرائيل في الظاهر وهو يعمل لصالحها في الباطن، وعلى سبيل المثال، كان هناك سيدة تدعى راشيل ساد، زعمت أنها ابنة خالة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، قالت خلال ظهورها على القناة الثانية الإسرائيلية إن القذافي تربّى على التعاليم اليهودية من جانب والدته ووالده (صحيفة” صباح” التركية 23/2/2011).
وآمل أن يظهر يومًا الطرف الذي يعمل لصالحه واحدٌ من أبرز الكتاب الأتراك، والذي يعتبر من أكبر أقطاب التيار الإسلامي وحزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث وقع خطابٌ مشفَّر وشريط كاسيت كانا قد أرسلا إليه في أيدي معلّميه، ولما فحصوا ما بداخلهما صفعوه فاضطر لأن يكشف لهم عن الطرف الذي يعمل لصالحه.
إن القضية الفلسطينية هي قضية القدس وقضية الإسلام وأمانته، ويأمر القرآن الكريم بأداء الأمانات إلى أهلها، وأمانة القدس ( فلسطين) هي مهمة سيدنا داود عليه السلام، ومن تبعوه على مر التاريخ الإسلامي، وهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقائد صلاح الدين الأيوبي والسلطان العثماني سليم الأول، وحتى إن استطاع أحد أن يفعل شيئًا من قبيل تضميد هذا الجرح الغائر، فإن هذا الجرح سيواصل النزف حتى يفهم المسلمون والحركات الإسلامية في كل مكان الإسلامَ الصحيح، ويعيشونه ويمثلونه بشكل صحيح، والخطوة الأولى لبلوغ هذه الغاية هي إنقاذ قضايا المسلمين من أيدي السلطات المستغلة.
وكما أن قضية القدس (فلسطين) ليست مسألة يمكن أن تحلها إيران الشيعية المخالفة تمامًا لمهمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين الأيوبي والسلطان سليم الأول، فهل هي مسألة يستطيع حلها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف إيران بـ”بيته الثاني”، والذي انتشرت في حقه مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت تقول “رئيس وزراء واحد وأردوغانان مختلفان”؟
ويصف الكاتب التركي طه كيفانتش رئيسَ الوزراء أردوغان بأنه شخص تسلَّم جائزة من المؤتمر اليهودي الأمريكي (AJC) المنبثق عن المؤتمر اليهودي العالمي المؤسس خصيصًا من قبل ثيودور هرتزل أبي الصهيونية بهدف انتقال اليهود حول العالم إلى “الوطن القومي”، والذي تحقق بقيام دولة إسرائيل.
والعجيب أن هذه الجائزة منحت لأردوغان بصفته أول زعيم غير إسرائيلي يحصل عليها، ولا يزال الجميع يتذكر جيدًا ما قاله القيادي بحزب العدالة والتنمية جنيد زابصو لوفد المحافظين الجدد في مدينة هدسون الأمريكية عام 2007، عندما جرى الحديث عن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وقال زابصو، الذي كان مساعدا لأردوغان في ذلك الوقت:” لا تلقوه في البالوعة واستخدموه”.
ومن المعروف أن صحيفة” وول ستريت جورنال الأمريكية” كانت قد كتبت خبرًا يوم 31 مارس / آذار 2003 تضمّن تصريحًا لأردوغان حول الجنود الأمريكيين الذين احتلوا العراق، قال فيه: “نأمل وندعو الله أن يعود السادة والسيدات الشجعان الأمريكيون إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن بأقل الخسائر، وأن تنتهي آلامهم في العراق”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن القضية الفلسطينية هي قضية القدس وقضية الإسلام وأمانته، ويأمر القرآن الكريم بأداء الأمانات إلى أهلها، وأمانة القدس ( فلسطين) هي مهمة سيدنا داود عليه السلام، ومن تبعوه على مر التاريخ الإسلامي، وحتى إن استطاع أحد أن يفعل شيئًا من قبيل تضميد هذا الجرح الغائر، فإن هذا الجرح سيواصل النزف حتى يفهم المسلمون والحركات الإسلامية في كل مكان الإسلامَ الصحيح، ويعيشونه ويمثلونه بشكل صحيح، والخطوة الأولى لبلوغ هذه الغاية هي إنقاذ قضايا المسلمين من أيدي السلطات المستغلة. [/box][/one_third]كما لا يخفى على أحد اعترافُ وزير الدفاع التركي الأسبق وجدي جونول بأن مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق بول ولفويتس الذي قال فيه “كنا مترددين بخصوص غزو العراق، لكن السيد أردوغان شجعنا على ذلك”، هذا فضلًا عن أن الجميع يعرف الحقائق التي تقول إن الطائرات الأمريكية قصفت الأراضي العراقية بعدما أقلعت من قاعد إنجرليك الجوية بولاية أضنة جنوب تركيا، وأن أردوغان وعد الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم الكامل لتحقيق أهدافها في السياسة الخارجية وفي “حربها العالمية ضد الإرهاب”، وأن تركيا لديها مهمة في مشروع الشرق الأوسط الكبير.
هل تسألون عن حادث سفينة “مافي مرمرة” ( مرمرة الزرقاء)، الذي وقع بعد الموقف الذي اتخذه أردوغان بقوله “One Minute” في منتدى دافوس عام 2009؟ لقد كتبتُ مقالاً حول هذا الموضوع في موقع (haberaktuel.com)، وأشرت فيه إلى ما كتبه كريستوف ليهمان، مؤسس صحيفة (Nsnbc) على الإنترنت، والذي وصف فيه واقعة سفينة “مافي مرمرة” بأنها: “أكثر عمليات التضليل خداعًا في الماضي القريب”.
ويقول المتحدث الإعلامي باسم “اتحاد مواطني تركيا في إسرائيل” رافائيل سادي، الذي كان رفيق أردوغان أيام الدراسة، إن “عملية مرمرة الزرقاء عملية ملفقة”، وإن “حزب العدالة والتنمية يستغلّ الخلاف المفبرك بين تركيا وإسرائيل من أجل حصد الأصوات في الانتخابات”.
ونعلم جميعاً أن أحمد براق، نجل أردوغان، يواصل نقل البضائع التجارية بين تركيا وإسرائيل على متن سفينتين مملوكتين له عقب واقعة “مرمرة الزرقاء”، كما ارتفع معدل التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل بنسبة 40% خلال السنوات الأربع التي تلت هذه الواقعة.
وكان نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينتش، الذي يعتبره البعض الضمان الكامل داخل الحزب الحاكم، قد صرح يوم 5 مارس/ آذار 2013 مخاطبًا إسرائيل واليهود في ألمانيا بقوله “ليس لدينا أية فكرة مخالفة لمعتقداتكم، ولا يمكن أبدًا أن نقول أية كلمة تؤذيكم”.
فالقليل من البصيرة قبل أي شيء يا سادة!
صحيفة “زمان” التركية