غزة – القدس المحتلة (رويترز) – قتل قصف اسرائيلي أربعة اطفال على شاطئ غزة أمس” الأربعاء” في حادث وصفه الجيش الاسرائيلي بأنه مأساوي.
وقالت حركة حماس وإسرائيل إنهما ستوقفان الهجمات لخمس ساعات اليوم الخميس في هدنة انسانية طلبتها الأمم المتحدة.
وأطلق ناشطون فلسطينيون أكثر من 130 صاروخا آخر على اسرائيل في اليوم التاسع للحرب التي قتلت فيها إسرائيل 216 فلسطينيا بينهم ستة في غارتين جويتين أمس ” الأربعاء”، وقال مسؤولون في غزة إن غالبية الضحايا مدنيون.
وفي وقت سابق قالت إسرائيل إنها ستوقف مؤقتا إطلاق النار في قطاع غزة اليوم الخميس لمدة خمس ساعات لأسباب انسانية.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس إن الفصائل المسلحة وافقت على طلب من الأمم المتحدة للتهدئة لخمس ساعات من العاشرة صباحا حتى الساعة 1500 اليوم” الخميس” لأسباب إنسانية.
وقال مسعفون هناك انه بعد قصف منطقة الشاطئ قتل ستة فلسطينيين آخرين بينهم أربعة من عائلة واحدة منهم إمرأة في السبعين وطفلان في الرابعة والسادسة قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية في مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة.
وقال الجيش الاسرائيلي إن قتل المدنيين لم يكن مقصودا وانه حادث مأساوي ويجري التحقيق فيه. وأضاف في بيان: “بناء على النتائج الاولية فإن هدف هذه الغارة كان نشطاء ارهابيين من حماس.”
وحثت إسرائيل سكان عدد من المناطق في قطاع غزة يقاربون المئة ألف على إخلاء منازلهم وهددت بشن عملية عسكرية برية بعد وقف قصير لإطلاق النار من جانبها بموجب مبادرة مصرية لوقف اطلاق النار أخفقت في حمل مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على وقف هجماتهم الصاروخية.
وقال مسؤول اسرائيلي إن وزير الدفاع طلب من الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة التفويض بتعبئة 8000 جندي آخر من جنود الاحتياط.
وذكر الجيش أن نحو 30 ألف جندي احتياط تم استدعاؤهم منذ بدء الهجوم الاسرائيلي قبل أسبوع.
وقال نتنياهو لرؤساء البلديات في البلدات التي تعرضت لاطلاق صواريخ: “سنستمر في تنفيذ هذه الحملة إلى ان يتحقق الهدف منها، سنستخدم أكبر قدر من القوة ضروري لإعادة الهدوء إلى سكان إسرائيل”.
وعلى الصعيد الدبلوماسي رفضت القيادة السياسية لحركة حماس رسميا الخطة التي قدمتها مصر لوقف إطلاق النار بعد يوم من رفض جناحها العسكري للخطة.
وواصل ناشطو حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل التي أوقفت اطلاق النار لمدة ست ساعات يوم الثلاثاء.
لكن رغم انهيار جهود الهدنة المصرية توجد مؤشرات على أنه مازالت الجهود جارية للتوصل الى وقف لإطلاق النار.
وقالت وكالتا الانباء المصرية والفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث خطة مصر في القاهرة أمس”الأربعاء” مع مسؤول حماس موسى أبو مرزوق.
وقالت وكالة الانباء الفلسطينية” وفا” ان الاثنين أجريا محادثات مستفيضة.
وفي واشنطن قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان الولايات المتحدة تبذل “كل ما في وسعها” لتحقيق هدنة.
وقال أشرف القدرة وهو متحدث باسم وزارة الصحة في غزة ان القصف من زورق بحري اسرائيلي قبالة ساحل غزة على البحر المتوسط قتل أربعة فتية اثنين في العاشرة والاثنان الاخران في التاسعة والحادية عشرة وهم من عائلة واحدة واصيب فتى آخر بجروح خطيرة على الشاطئ.
وقال الجيش الاسرائيلي إن الاصابات التي اشارت اليها التقارير بين المدنيين لم تكن متعمدة وأنها “مأساوية” وانه يجري تحقيقا بشأن ما حدث.
وأضاف في بيان: “استنادا الى النتائج الاولية فان هدف هذه الضربة كان نشطاء ارهابيون من حماس.”
ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان القوات المسلحة تحاول تجنب ايقاع خسائر بالمدنيين لكن أطقم اطلاق الصواريخ يتعمدون وضع أشخاص غير مقاتلين عرضة للخطر من خلال العمل من مناطق ذات كثاف سكانية عالية.
وقال أحمد أبو حصيرة الذي شاهد الحادث على الشاطيء لرويترز ان الاطفال كانوا يلعبون على الشاطئ وأنهم جميعا دون الخامسة عشرة. وغالبا ما يستهدف القصف الاسرائيلي شواطئ غزة التي يشتبه في انها مناطق انطلاق هجمات الناشطين.
وقال أبو حصيرة الذي كان قميصه ملطخا بالدماء انهم ركضوا بعيدا حين سقطت القذيفة الاولى على الارض لكن قذيفة أخرى أصابتهم جميعا. وأضاف أنهم جميعهم دون الخامسة عشرة.
وغالبا ما يستهدف القصف الاسرائيلي شواطئ غزة التي يشتبه في انها مناطق انطلاق هجمات الناشطين.
وقال أبو حصيرة الذي كان قميصه ملطخا بالدماء انهم ركضوا بعيدا حين سقطت القذيفة الاولى على الارض لكن قذيفة أخرى أصابتهم جميعا.
وفي رد فعله على الحادث قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري للصحفيين في غزة إن هذه “الجرائم” لن تنجح في كسر ارادة الفلسطينيين وانهم سيواصلون المواجهة والمقاومة ووعد بأن تدفع اسرائيل ثمن كل هذه “الجرائم”.
وقال مسعفون انه في وقت سابق قتلت الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة ثمانية فلسطينيين خمسة منهم مدنيون وتوفي طفل في السادسة متأثرا بالجروح التي أصيب بها قبل بضعة أيام.
وأدت غارتان جويتان في وقت لاحق على خان يونس ووفاة فلسطيني آخر متأثرا بجروحه التي اصيب بها في هجوم سابق الى ارتفاع عدد القتلي في غزة الى 215 شخصا.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة ان معظم القتلى الفلسطينيين في أسوأ اندلاع للاعمال القتالية في عامين هم مدنيون.
وقال مركز الميزان لحقوق الانسان في غزة إن 259 منزلا دمرت في الهجمات الجوية الإسرائيلية وإن 1034 منزلا لحق بها أضرار بالاضافة الى 34 مسجدا وخمسة مستشفيات.
وإطلاق الصواريخ من غزة جعل الهرولة الى المخابئ مشهدا يوميا لمئات الآلاف في إسرائيل، وقتل إسرائيلي بنيران الصواريخ وسقطت معظم القذائف في ارض فضاء أو تم اعتراضها بدرع القبة الحديدية الصاروخي. وقال الجيش الاسرائيلي ان نظام القبة الحديدية أسقط 23 صاروخا من 70 صاروخا أطلقت على إسرائيل يوم الأربعاء بينما سقطت الصواريخ الأخرى دون أن تسبب اصابات.
وأجبرت مجموعة صواريخ أطلقت على بلدة عسقلان الساحلية وزير الخارجية النرويجي بورج بريند الى التوجه الى المخبأ.
ونقل الجيش الاسرائيلي الذي فوضه نتنياهو بتصعيد الهجوم التحذيرات الى السكان في شمال غزة باسقاط منشورات ومن خلال مكالمات هاتفية.
لكن في حيي الشجاعية والزيتون في شرق غزة معقل التأييد الشعبي لحماس والجهاد الاسلامي لا يوجد ما يشير الى ان السكان أذعنوا لانذار اسرائيل باخلاء المنطقة.
وجاء في رسالة مسجلة تلقاها سكان الشجاعية والزيتون أن عدم الامتثال سيعرض حياة متلقي الرسائل وعائلاتهم للخطر.
وقال ماهر أبو سعيد وهو طبيب عمره 45 عاما في الزيتون انه مع تعرض عدة مناطق للهجوم في غزة فانه لا يوجد مكان آمن وانه لن يرحل رغم التحذيرات الهاتفية الاسرائيلية.
وقال أبو زهري وهو يعلن رفض الحركة رسميا خطة وقف إطلاق النار: “خلاصة النقاش داخل مؤسسات الحركة هو رفض المبادرة ولذلك حماس أبلغت القاهرة الليلة الماضية اعتذارها عن عدم قبول المبادرة المصرية.”
ويقول قادة حماس إن الهدنة يجب أن تتضمن رفع حصار إسرائيل عن قطاع غزة وإعادة الالتزام باتفاق التهدئة الذي أنهى حرب غزة التي استمرت ثمانية أيام في عام 2012 وإطلاق المئات من نشطيها الذين اعتقلوا في الضفة الغربية بينما كانت اسرائيل تبحث عن ثلاثة شبان مختطفين.
وعثر على الاسرائيليين الثلاثة في وقت لاحق قتلى وقتل شاب فلسطيني في وقت لاحق فيما بدا أنه هجوم انتقامي شنه اسرائيليون.
وأدت أعمال القتل هذه الى اندلاع المواجهة الحالية.
وتريد حماس أن تخفف مصر القيود في معبر رفح التي فرضت بعد أن عزل الجيش الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو/ تموز من العام الماضي.