إسطنبول (زمان عربي) – بدأ الآشوريون الأتراك، الذين هجروا قراهم في محافظة شرناق، جنوب شرق تركيا، مجبرين قبل 21 عامًا بسبب الأعمال الإرهابية التي شهدتها المنطقة في تلك الحقبة، العودة إليها، ليجدوا أنفسهم أمام مشاكل جديدة.
وفي غياب دعم مؤسسات وأجهزة الدولة المعنية، إضافة إلى فقدهم أراضيهم التي تم الاستيلاء عليها، بادر الآشوريون إلى إعادة بناء مساكنهم من أجل الاستقرار في المنطقة من جديد، متطلعين إلى دعم الدولة ومساعدتها في إتمام الخدمات الأساسية بقراهم مثل الطرق والمياه والكهرباء، كما يطالبون باستعادة صكوك ملكية أراضيهم.
وبعدما عاد بعض الآشوريين إلى قراهم التي أجبروا على مغادرتها إلى دول أوروبا، يواجهون الآن تحديًا جديدًا يتمثل في إعادة إعمار أراضيهم الخربة والعيش فيها، مؤكدين أن أعداد العائلات العائدة إلى قراها ستزداد بمرور الوقت.
وأفاد العائدون بأنهم لم يتلقوا الدعم الكافي من الهيئات المسؤولة وأنهم بدأوا العمل في القرى بإمكاناتهم الذاتية، وبادروا إلى ترميم المركز الصحي المهدَّم في قريتهم واتخذوه سكنًا لهم، كما يستقبلون ضيوفهم فيه، وينامون فوق سطحه ليلًا.
وقد شرع الآشوريون العائدون في بناء أربعة منازل بواسطة عمال البناء، وبمواد البناء التي نقلوها من بلدة سيلوبي في شرناق بالجرّارات الزراعية؛ إذ يخططون لترميم المنازل التي أضحت خرابًا.
عاد أربعة آشوريين، اثنان من ألمانيا وآخران من بلجيكا، إلى قرية “كوسره لي” التي اضطروا لمغادرتها قبل 21 عامًا، واشتكى إحسان صاكمان، أحد العائدين إلى القرية، من عدم اكتراث الدولة لقضيتهم.
وقال: “عدت من بلجيكا إلى قريتنا من أجل إعادة بناء بيتنا، ونحن الآن نبني أربعة منازل، لكننا نعاني العديد من المشاكل؛ إذ ليس هناك طرق أو مياه أو كهرباء في قريتنا ولم نتلقَّ الدعم من الدولة التي قال مسؤولوها إنهم سيمنحوننا كل شيء فور عودتنا، نبني منازلنا لكن ليس لدينا مياه، كما لا نستطيع العمل بشكل منتظم لعدم توفر الكهرباء، ونرجو من الحكومة أن تمدّ لنا يد العون، فنحن نضطر للنوم ليلًا فوق أسطح المنازل، والأمر نفسه يفعله أبناؤنا وبناتنا القادمون من أوروبا، ينظرون حولهم فلا يجدون ماءً أو كهرباء أو أي شيء، فيبيتون عدة أيام ثم يعودون من حيث أتوا، وإذا أتممنا نواقصنا هنا فإن أبناءنا من الشباب سوف يعودون”.
وقال المواطن ذو الأصل الآشوري محمد أونوك إن أراضيهم المسجلة بصك الملكية في قريتهم سجلت بأسماء أشخاص آخرين، وهذه مشكلة في حد ذاتها، أضف إلى ذلك أن بلدية سيلوبي باعت مياه القرية قبل 10 سنوات إلى قرية أخرى، وهي أيضًا مشكلة يصعب حلها، ومازلنا نصارع من أجل استعادة هذه المياه، ولم نستطع إلى الآن استرجاعها، وهناك العديد من المشاكل الأخرى الشبيهة، ونريد أن تُحَلّ المشاكل الأخرى، مثل انعدام الأمن لعدم وجود جنود أو وحدات أمنية تحفظ الأمن في المنطقة.