أنقرة (زمان عربي) – اتهم رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، كمال كليتشدار أوغلو، رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بإصدر أمر لبعض أجهزة الدولة بالتنصت عليه، قائلا: “أعرف جيدًا أنه تم التنصت عليّ وعلى زملائي لصالح ديكتاتور، لكننا لم نُقهر، لأننا لدينا مسؤوليّة تجاه بلدنا وأولادنا”.
ودعا كليتشدار أوغلو، رؤساء الحزب ونوّابه السابقين، خلال لقائه معهم أمس، إلى المزيد من الالتفاف حول المرشّح الذي اختاروه لانتخابات الرئاسة، التي ستجرى في العاشر من أغسطس/ آب المقبل، الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو.
ووجه كليتشدار أوغلو خلال اللقاء كلمة إلى من يعارضون ترشيح إحسان أوغلو داخل حزبه، قائلًا: “إن كنت لا تذهب إلى صناديق الاقتراع، فلا تشكو إذن، واجلس حيث أنت جالس، وإذا كنت تشعر بالمسؤولية تجاه بلدك وأولادك فاعمل بجدٍ واجتهادٍ، وهل ذريعتك في عدم الذهاب لصناديق الاقتراع أن إحسان أوغلو يشبه أردوغان؟ إذن فأنت لم تعرف أردوغان قط، بل لم تصغ لخطاباته أيضًا، أو ربما العصا التي في يده تخيفك، وإذا كنت تعيش على وجه هذه الدولة فهناك مسؤوليات تقع على عاتقك تجاه أولادك، وعليك أن تسارع بالذهاب للصناديق، وتعمل اللازم من أجل الديمقراطيّة، ولا تسمح لديكتاتور أن يُنتخب رئيسًا علينا”.
وأوضح كليتشدار أوغلو أن المواطنين يشعرون بانزعاج عندما يستمعون إلى خطابات أردوغان، بينما يشعرون بارتياح عندما يستمعون لإحسان أوغلو، لافتًا إلى أنه يجب على أردوغان قبل أن يخوض غمار الانتخابات أن يُحاسَب أولًا على الأموال التي تم نهبها ويتقدم للشعب طالبا منه أن يسامحه، وأن يتطهر من هذه الأعمال القذرة.
وواصل كليتشدار أوغلو حديثه إلى معارضي ترشح إحسان أوغلو بحجة أنه غير معروف في الأوساط السياسيّة بقدر كافٍ، قائلًا: “حسنًا فإنكم تعرفون أردوغان جيدًا، كل ما أطلبه منكم أن تضعوا أيديكم على ضمائركم، وقيّموا إحسان أوغلو وفق ذلك”.
وأكّد كليتشدار أوغلو أهميّة هذه الانتخابات، داعيا الجميع إلى التصويت حتى تعم الديمقراطيّة البلاد، وحتى لا يعودوا إلى فترة حكم الفرد الواحد، وقال: “أسأل المواطنين الذين يريدون أن يصوتوا لصالح أردوغان : هل تقبلون أن تسلموا بيوتكم للسارق ؟ إذا كانت إجابتكم “نعم”، فصوتوا له” .
وأشار كليتشدار أوغلو إلى أهمية توحد أحزاب المعارضة، لافتًا إلى أن اتفاقهم جميعًا على مرشح واحد يعد خُطوة مهمة من أجل الديمقراطيّة، وقال: “إن توحدنا وتصالحنا هذا يعد من أكبر الاسهامات في الديمقراطيّة، فعلى الرغم من اختلاف أفكارنا استطعنا توحيد كلمتنا، إن المسؤوليّة تقع علينا جميعًا تجاه؛ التاريخ والديمقراطيّة وأولادنا وبلدنا وعالمنا الحديث، ونحن انطلقنا من مفهوم هذه المسؤوليّة”.