إسطنبول (زمان عربي) – أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان يوم” الجمعة” الماضي” وثيقة الرؤية” للانتخابات الرئاسية المقبلة، في مركز الخليج للمؤتمرات، وتحدث خلال هذا اللقاء عن “الظلم” الذي عاشه، ابتداءً من عام 1945، بالرغم من تسلّمه مقاليد السلطة في البلاد منذ 12 عامًا فقط.
لكن دعونا نسرد بعض النماذج التي تثبت كيف ظلم أردوغان المجتمع، وهو يستخدم الظلم الذي وقع عليه من أجل حشد الأصوات في الانتخابات.
التدخل في كل شيء بدءاً من المناقصات وحتى الإعلام:
شهد العالم بأسره كيف تحوّل أردوغان إلى حاكم استبدادي بشكل تدريجي من خلال التسجيلات الصوتية التي تم الكشف عنها عقب فتح التحقيق في قضية الفساد والرشوة في 17 ديسمبر / كانون الأول الماضي، حيث عمد إلى التدخل بنفسه في الإعلام والمناقصات وحتى القضاء، كما أظهرت تلك التسجيلات التي تحدث فيها أردوغان مع نجله بلال أنه يمتلك ثروة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
مجزرة أولودره:
لقي 35 مواطناً كردياً مصرعهم إثر قصف مقاتلات من طراز” إف-16 ” على قافلتهم شمال العراق بالقرب من بلدة أولودره التابعة لولاية”شرناق” الحدودية جنوب شرق تركيا يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول 2011، وبالرغم من مرور ما يقرب من ثلاث سنوات على الواقعة، لم يحدث أي تطور ولم يُقدم المسؤولون عن الحادث للعدالة.
تفجير ريحانلي:
لقي 52 شخصًا حتفهم، وأصيب 146 آخرون جرّاء انفجار سيارتين مفخختين في بلدة ريحانلي، التابعة لولاية هطاي الحدودية جنوب تركيا يوم 11 مايو / آيار 2013 ، ويعتبر هذا الهجوم هو أكثر الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا على مدار تاريخها الحديث دمويةً، وكان أردوغان قد نجح في استقطاب ضحايا الهجوم إذ أعلن أنهم جميعًا من السُنّة، كما ثار الرأي العام بعدما آثر أردوغان زيارة الولايات المتحدة عقب الحادث بدلًا عن زيارة مكان الهجوم.
من أخي الأسد إلى الأسد العدو:
استخدم أردوغان، في أولى سنواته في السلطة، كلمة “أخي” لوصف الرئيس السوري “بشار الأسد”. لكن خطابه تغير عقب الأحداث التي اندلعت في سوريا، قبل أكثر من ثلاث سنوات، وبدأ يصف الأسد بأنه شخص “تلطّخت يداه بالدماء”.
سفن نجله براق:
عانى أردوغان في الرد على الادعاءات التي انتشرت في أوساط الرأي العام حول شخصه وعائلته، وكان قد قال، في برنامج تليفزيوني، ردًا على سؤال حول امتلاك نجله”براق” سفنًا: “توجد سفن في الوقت الحالي، سفن من النوع الصغير”،والآن الجميع يتحدث عن كلمة “السفن الصغيرة” التي قالها رئيس الوزراء، وظهر مؤخرًا أن براق أردوغان يمتلك ست سفن، وأن هذه السفن تزاول أنشطة تجارية بين موانئ مصر وسوريا وإسرائيل التي لا يفتر أردوغان عن مهاجمتها في خطاباته.
واقعة الشاحنات:
تلقت فرق الجاندرما (الدرك) في ولاية أضنة جنوب تركيا بلاغًا يفيد بتوجه 7 شاحنات محملة بالأسلحة إلى الأراضي السورية، فبادرت إلى إيقافها، الأمر الذي أغضب حكومة حزب العدالة والتنمية كثيرًا، كما اعتُقل بعض الصحفيين الذين التقطوا صورا لهذه الشاحنات، وفي الوقت الذي زعمت فيه الحكومة أن الشاحنات تنقل مساعدات إنسانية إلى تركمان سوريا، أعلن التركمان أنهم لم يتلقوا أي مساعدات، وتدّعي المعارضة التركية أن الأسلحة التي كانت تنقلها الشاحنات حصل عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش).
“أشعة” على العابرات أمام دولمابهتشة:
قال أردوغان بينما كان يروي لوسائل الإعلام ما يشاهده من مكتبه بقصر دولمابهتشة في إسطنبول، المطل على مرفأ بيشكتاش للسفن، التي تنقل المواطنين بين شطري المدينة الأوروبي والآسيوي: “عندما أذهب إلى مكتب رئاسة الوزراء في قصر دولمابهتشة أشاهد أمام مكتبي حالة النساء القادمات من قاضي كوي، وعندما أرى هذه الأوضاع أجدها أشياءً لا تتوافق مع منظومة قيمي في واقع الأمر، لكن بالرغم من ذلك أقول إنه ليس من حقي أن أعترض على ملابسهنّ أو أسلوب حياتهنّ بصفتهنّ من أفراد المجتمع”.
وتعليقا على هذا التصريح قال زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو: “رئيس الوزراء يجلس في قصر دولمابهتشة لاستراق النظر إلى النساء القادمات من قاضي كوي، فما هذا المفهوم الأخلاقي يا ترى؟”.
كذبة معاقرة متظاهري “جيزي بارك” الخمر داخل المسجد:
ظهرت لاحقًا المشاهدُ الصادمة الخاصة بالعنف الذي مارسته الشرطة ضد المتظاهرين في مسجد دولمابهتشه في حي بيشكتاش خلال أحداث جيزي بارك بإسطنبول، وفي الوقت الذي أظهرت فيه مقاطع الفيديو عشرات الشباب وهم يحاولون تلقي العلاج وسط الدماء، ظهر ادعاء أردوغان الذي قال فيه: “دخلوا المسجد بالأحذية وشربوا البيرة بداخله”، وبالرغم من تكذيب مؤذن المسجد لهذا الادعاء، واصل أردوغان استخدامه في ميادين الانتخابات.
كذبة الهجوم على امرأة محجبة في كاباطاش:
انتشرت ادعاءات تفيد بأن امرأة محجبة تعرضت للهجوم برفقة طفلها خلال أحداث جيزي بارك، وغصت الصحف بالمقابلات التي أجريت مع هذه المرأة، لكن المقاطع المصورة، التي ظهرت لاحقًا، أكدت أن هذه الواقعة لم تحدث، ومع ذلك لم يتورع رئيس الوزراء عن استغلال هذه الحادثة في لقاءاته الانتخابية.
صفعة لمواطن في بيت الأحزان:
أما أكثر المشاهد، التي تستعصي على النسيان في عهد أردوغان، فوقع في قرية سوما، التي لقي فيها 301 من عمال المناجم مصرعهم، فقد بادر رئيس الوزراء إلى صفع مواطن احتجّ على زيارته، ليثور الرأي العام في تركيا، كما عمد مستشار أردوغان إلى ركل مواطن آخر في البلدة ذاتها، ولا يزال هذا المستشار يواصل عمله إلى جانب أردوغان بطريقة طبيعية حتى الآن.
اعتبار الطفل القتيل إرهابيًا:
في الوقت الذي لم يستطع فيه أردوغان أن يصف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، الذي لم يشبع من الدماء في العراق وسوريا، بـ”الإرهابي”، أطلق وصف الإرهابي على الطفل بركين علوان، الذي أصيب بينما كان في طريقه لشراء الخبز خلال أحداث جيزي بارك في إسطنبول، ثم مات بعدها بفترة، فضلًا عن أنه حقر والدة الطفل في الميادين الانتخابية.
إيران هي بيتي الثاني:
وصلت العلاقات التركية – الإيرانية إلى نقطة الانقطاع عقب نشر حلف شمال الأطلسي (ناتو) درعًا صاروخيًا في الأراضي التركية، وصدرت عن إيران في عديد المرات تصريحات مفادها: “مستعدون لضرب الأراضي التركية”، كما شهدت العلاقات بين البلدين خلافات عديدة بسبب الأزمة السورية، لكن، وبالرغم من كل هذا، لم يتراجع أردوغان عن أن يصف إيران بأنه “بيته الثاني” خلال زيارته لطهران في وقت سابق من العام الجاري.