برلين (زمان التركية)ــ بمناسبة اليوم العالمي للقهوة (الذي صادف 29 من سبتمبر- إيلول) نشر موقع (euronews) تقريرًا يحتوي أحدث ما جاء من دراسات حول هذا المشروب الأكثر إدمانًا في العالم، ولا يخفى عن متابعي هذا الموضوع تخبط الباحثين في دراساتهم. فهنا دراسة تعدد مضار القهوة وتحذر من شربها وهناك دراسة أخرى تشيد بفوائدها وتشجع عليها.
ويعود السبب في هذا إلى أن أغلب الأبحاث عن علاقة القهوة بصحة الإنسان قد لا تقام في مخابر كيميائية أو طبية وإنما في مؤسسات إحصائية علمية تجمع بيانات عن مئات الآلاف من مستهلكي القهوة وعن صحتهم، لتقوم بعدها بتحليل تلك البيانات والتوصل إلى نتائجها المختلفة.
ولطالما كانت مادة الكافيين المتهم الأول المسؤول عن إدمان البشر للقهوة من جهة وعن جميع ما تتسبب به القهوة من أعراض جانبية ووتأثير في الصحة كأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم المزمن. ولكن دراسة أجراها مؤخرا المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت نتائج تثلج صدور مدمني القهوة.
فمن جهة أظهرت البيانات أن القهوة قد تطيل عمر شاربها وتقيه بعض الأمراض. يقول الطبيب تريفور ريتش من مركز مايو الصحي في الولايات المتحدة ’’الدراسات تربط بين شرب القهوة وانخفاض خطر الإصابة بالإكتئاب ومرض باركنسون ومرض السكري من نوع 2، بالإضافة إلى أمراض الكبد والسرطان‘‘.
ومن جهة ثانية يقول ريتش ’’هذه العلاقة بين شرب القهوة وطول العمر تظهر حتى لدى مستهلكي القهوة منزوعة الكافيين، وربما يكون لها صلة بمضادات الأكسدة الموجودة في القهوة‘‘.
يرجع الفوائد إلى مواد أخرى موجودة في حبوب البن غير مادة الكافيين.
المزيد من الكافيين؟
يُستعمل الكافيين كمحفز للجهاز العصبي ويوجد في حبوب البن والشاي والمشروبات الغازية والكاكاو والشوكولاته. وهو قادر على ولوج مجرى الدم بسرعة عالية، ويقوم بتنشيط الجهاز العصبي المركزي ويجعلك تشعر باليقظة في غضون 15 دقيقة فقط من استهلاكه. يقول ريتش: “يرتبط استهلاك الكافيين عادة بالتحسن في بعض اختبارات الأداء المعرفي”.
ويعود سحر الكافيين هذا إلى قدرته على تحفيز إفراز مادة الدوبامين المسؤولة عن نقل السيالات العصبية الكيميائية بين أجزاء الدماغ والجهاز العصبي. مما يعطي شارب القهوة شعورا باليقظة وسرعة انتباه وردود فعل. ويحوله بالطبع إلى مدمن للقهوة.
ولكن، كم من القهوة مفيد؟
يقول ريتش إن شرب ثلاثة إلى أربعة فناجين قهوة يوميا هو تصرف ’’آمن‘‘ صحياً، ويضيف بأنه يشجع عليه شخصيا لما له من تأثير إيجابي على تقليل الإصابة بأمراض القلب أو الموت المبكر، كما أظهرته الدراسات. ولكن الكثير من القهوة قد يؤدي أيضا إلى أعراض غير مستحسنة مثل حرقة رأس المعدة والارتعاش اللارادي للأطراف.
كما أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على مدمنات القهوة من النساء الحوامل عوارض سلبية أخرى مثل الولادة المبكرة وانخفاض وزن الجنين عن الولادة.