بقلم: محمد تيزكان
تتغير أجندة اهتمامات تركيا بسرعة البرق، فالقضايا التي كانت تشغلها لأيام سرعان ما تلقيها في سلة المهملات وتنساها.
ورأينا كيف أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أعلن الخلافة قبل أيام على حدود تركيا، دون أن يحرك أحد ساكنًا، كما امتلأت أراضي تركيا بالسوريين في كل مكان بأعداد لا تعرفها الدولة نفسها، والسبب في ذلك أننا فتحنا حدودنا على مصراعيها في أيام توهمت فيها الحكومة التركية أنها ستحتفل بالنصر في صلاة الجمعة في المسجد الأموي بدمشق في غضون أسبوع أو أسبوعين، وظن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو أن النظام السوري سيسقط في لمح البصر، وهو ما لم يحدث بالرغم من دخول الأزمة السورية عامها الرابع.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]تُمدح الدول التي انتقلت إلى النظام الديمقراطي المستقر (نظام الضوابط والتوازن) بقوة نظامها، وإذا تأسس هذا النظام، فهذا يعني أن هناك نظاماً ديمقراطياً متأصلاً وقائماً على أسس متينة، ويعني أيضًا وجود ضوابط وتوازن، وأن صناديق الاقتراع ليست كل شيء، كما يعني مراقبة السلطة التنفيذية، وألا يكون مبدأ الفصل بين السلطات مجرد حبر على ورق.[/box][/one_third]وقد نشرت جامعة “بهتشه شهير” التركية تقريرًا طرح أربعة سيناريوهات لمستقبل سوريا، وهي كالتالي:
- السيناريو الأول: اتفاق طرفي النزاع وتشكيل حكومة مؤقتة لا يشارك بها الأسد.
ويعتبر هذا السيناريو صعبًا، لا بل مستحيل، كما أنه لم يعد هناك طرفان فقط في سوريا، بل أصبحوا ثلاثة: الأسد – المعارضة – داعش.
- السيناريو الثاني: إسقاط نظام الأسد من قِبل المعارضة أو الجيش السوري.
وهذا السيناريو أيضًا صعب، فقد خرجت القضية بالنسبة للجيش النظامي عن كونها مسألة ولاء، وأصبحت مسألة حياة أو موت؛ إذ يسعون لإنقاذ حياتهم، لإدراكهم أن رؤوسهم ستطير إن هُزموا.
ويقال إن المعارضة إذا ربحت الحرب فلن تحلّ المشكلة، بل سيفضي ذلك إلى حالة من الفوضى العارمة بين أطراف المعارضة، وسيقود إلى سيطرة التنظيمات الراديكالية جرّاء انهيار جهاز الدولة.
- السيناريو الثالث: عدم تفوق أي طرف على الآخر من الناحية العسكرية، واستمرار الوضع الحالي لفترة طويلة. ما يعني انقسام سوريا فعليًا، ومواجهة المجتمع التركي مليون لاجئ سوري.
- السيناريو الرابع: سيطرة نظام الأسد على جميع أنحاء سوريا، وتحالفه مع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي يعتبر امتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني (PKK) في سوريا، ومن ثم يقوم الأسد بتنفيذ بعض الإصلاحات لإقناع الغرب بمواصلة بقائه في السلطة مع العودة إلى النظام القديم جزئيًا.
وأتوجه بالسؤال إلى السيد داود أوغلو: أي السيناريوهات تريدون؟ أم لديكم سيناريوهات أخرى؟
هذه الانتخابات مسألة حياة أو موت!
يمكن أن تكون الانتخابات بالنسبة للسياسيين مسألة حياة أو موت، لكنها لا يجب أن تكون كذلك بالنسبة للناخبين.
وإذا أدار السياسيون، الذين اخترناهم، البلاد بشكل سيء فسندفع نحن الثمن، لكن هذا لا يحدث في تركيا.. فالسلطة الحاكمة لا تصل إلى السلطة من أجل إدارة الدولة، بل من أجل تغييرها وجعلها مناسبة لأيديولوجياتها وللأفكار التي تروق لها.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]على سبيل المثال تُحكم الولايات المتحدة بالنظام الرئاسي، لكن الكونجرس له قوة بمفرده، فضلًا عن أن الجهاز القضائي هو القلعة الأخيرة التي لا يستطيع أحد النقاش حولها، لكن عندنا الوضع يختلف، فالسلطة الحاكمة ومن يؤيدها لا تعجبهم هذه المبادئ الديمقراطية، ويفرضون الوصاية على كل أجهزة الدولة بحجة أنهم وصلوا إلى السلطة عبر صندوق الانتخابات.[/box][/one_third]وقد أكّد مرشح حزب الشعوب الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية صلاح الدين دميرطاش هذا المبدأ في لقاء قال فيه: “علينا التصويت من أجل مستقبل أبنائنا” ، وهو محق فيما قال؛ إذ أن هذا هو الواقع الفعلي للأسف.
فإذا انتخب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان رئيسًا للجمهورية ستتغير تركيا كثيرًا، وإن لم ينُتخب ستكون تركيا أخرى في جميع نواحي الحياة.
الفرق بين مرشحين
لا يتورّع مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الرئاسية رجب طيب أردوغان عن التهكّم على منافسه، حيث وصفه بأنه لا يعرف شيئًا عن شؤون شعبه.. وهو ما لم يأبه له مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو كثيرًا.
تُمدح الدول التي انتقلت إلى النظام الديمقراطي المستقر (نظام الضوابط والتوازن) بقوة نظامها، وإذا تأسس هذا النظام، فهذا يعني أن هناك نظاماً ديمقراطياً متأصلاً وقائماً على أسس متينة، ويعني أيضًا وجود ضوابط وتوازن، وأن صناديق الاقتراع ليست كل شيء، كما يعني مراقبة السلطة التنفيذية، وألا يكون مبدأ الفصل بين السلطات مجرد حبر على ورق.
فعلى سبيل المثال تُحكم الولايات المتحدة بالنظام الرئاسي، لكن الكونجرس له قوة بمفرده، فضلًا عن أن الجهاز القضائي هو القلعة الأخيرة التي لا يستطيع أحد النقاش حولها، لكن عندنا الوضع يختلف، فالسلطة الحاكمة ومن يؤيدها لا تعجبهم هذه المبادئ الديمقراطية، ويفرضون الوصاية على كل أجهزة الدولة بحجة أنهم وصلوا إلى السلطة عبر صندوق الانتخابات.
صحيفة” ميللّيّت” التركية