ميلانو (رويترز) – قد تجد مصر صعوبة في تفادي نقص الغاز هذا العام بعد أن اصطدمت خطط شراء محطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من شركة نرويجية بعقبات مما أجبر المسؤولين على استئناف المحادثات مع منافستها الأمريكية إكسيلريت إنرجي.
وتبذل مصر جهودا منذ عامين لشراء محطة لاستيراد الغاز المسال لكنها تواجه التأخير تلو التأخير رغم حاجتها الماسة إلى الغاز لتشغيل محطات الكهرباء.
كانت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) والهيئة المصرية العامة للبترول تعهدتا بأن تكون المحطة جاهزة من الصيف الماضي لكن العملية تأجلت عاما كاملا وسط ارتباك وقلاقل سياسية.
وأبلغت مصادر بالقطاع مطلعة على التطورات رويترز أنه بدا أن المحادثات بين إيجاس وشركة هوج النرويجية تحرز تقدما لكن عراقيل ظهرت بعد ذلك.
وفي الأسبوع الماضي خاطب مسؤولون مصريون إكسيلريت إنرجي لاستئناف محادثات شراء المحطة التي ستوفر للقاهرة إمدادات الوقود الذي أثار نقصه في العام الماضي تذمرا شعبيا بأكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.
وتقول مصادر في القطاع إن مصر لن تستطيع استيراد شحنات من الغاز المسال هذا العام لأن بدء تشغيل المنشأة سيستغرق ستة أشهر من تاريخ التوصل إلى اتفاق.
وامتنعت وزارة البترول المصرية عن التعليق على اجراء أي محادثات مع إكسيلريت التي كانت من قبل المرشح الأوفر حظا لتزويد البلاد بالمحطة هي ومنافستها جولار.
لكن الوزارة قالت إن موعدا لم يتحدد بعد لزيارة يقوم بها وفد من هوج إلى مصر.
وقال مصدر بالوزارة إنه بنهاية الشهر الحالي سيجري الاعلان عن التفاصيل الكاملة بخصوص محطة التخزين وإعادة التغويز العائمة.
وتستطيع مصر تصدير الغاز المسال لكنها عاجزة عن استيراده بدون المحطة المخصصة لذلك.
ورفعت الزيادة السكانية ودعم الطاقة السخي استهلاك الغاز في مصر إلى مستويات قياسية في السنوات الأخيرة مما أجبرها على خفض الصادرات بما نال من صورتها كمنتج كبير.
وخسرت مجموعة بي.جي البريطانية وإيني الايطالية المليارات بسبب قرار مصر احتجاز الغاز المخصص للتصدير عن طريق خفض معدلات تشغيل محطات إنتاج الغاز المسال وهو دين سيتعين على الحكومة سداده.
لكن إجراءات حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقليص دعم الغاز ووقود السيارات قد تستقطب استثمارات جديدة في التنقيب والإنتاج مع ارتفاع أسعار الطاقة صوب المعدلات العالمية.
الجزائر، جازبروم
وأدت تخمة صيفية في إمدادات الغاز المسال من أوروبا إلى آسيا في تراجع حاد للأسعار استغلته مصر لشراء إمدادات كانت شحيحة من قبل.
ويتعين الآن تعديل اتفاق أبرمته مصر مع سوناطراك الجزائرية في يونيو حزيران لتسليم خمس شحنات قبل نهاية العام بسبب تأخر محطة استيراد الغاز.
وبحسب مصادر في القطاع ستزود جازبروم الروسية – عن طريق وحدتها التجارية في لندن على الأرجح – مصر بسبع شحنات أخرى بينما تورد إي.دي.اف الفرنسية حمولة خمس ناقلات.
وقال مصدر في صناعة الغاز المسال “نعلم من إيجاس أنهم اتفقوا على ترتيبات مع الجزائر ويتحدثون مع عدد من الموردين الآخرين حيث تحقق تقدم كبير.