أنقرة (زمان عربي) – يتعرّض البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو، المرشح التوافقي لحزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضين لانتخابات الرئاسية التركية اتي تجري في العاشر من أغسطس/ آب المقبل، لحملات من الافتراءات والتهديدات من أنصار حزب العدالة والتنمية، بسبب إعلانه خوض الانتخابات في مواجهة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
ولم يتورّع أنصار الحزب الحاكم عن وصف الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي بأنه مرشح من قبل اللوبي الصهيوني، وأنه ماسوني، كما لم يكفوّا عن تهديده.
وقال إحسان أوغلو خلال مشاركته في برنامج تليفزيوني: “أتلقى بعض التهديدات والافتراءات، كما بدأت الاستفزازات، ومن جانبي أفوّض أمري إلى الله”.
وردّ إحسان أوغلو على الانتقادات التي وجّهها إليه رئيس الوزراء أردوغان، المعروف عنه توظيف القضية الفلسطينية لأغراض سياسية، بشأن موقفه من القضية الفلسطينية خلال رئاسته لمنظمة التعاون الإسلامي، بقوله إن البعض يفتري عليه في هذا الأمر.
وأوضح إحسان أوغلو أنه يتابع القضية الفلسطينية وتطوراتها عن كثب، قائلا: “دعمت الفلسطينيين من خلال الخدمات التي قدمتها لقضيتهم، فأنا من ساهم في تحقيق أول هدنة بين حركتي حماس وفتح، وترددت على قطاع غزة مرات عديدة، وكنت الأجنبي الوحيد الذي ذهب إلى غزة عندما تحققت المصالحة الوطنية، ولم أذهب بوعودٍ فارغة أو شعارات وعبارات أدبية رنانة، بل ذهبت بالهدنة والمساعدات الإنسانية، وقلّدني الرئيس الفلسطيني محمود عباس” أبومازن” والحكومة الفلسطينية أرفع الأوسمة التي لم تمنح لأي مواطن تركي آخر”.
ووصف إحسان أوغلو نفسه بأنه إنسان مؤمن ومحافظ وديمقراطي، مؤكدًا أنه أفصح بالتفصيل عن ممتلكاته كلها التي كسبها بالمال الحلال، في إقرار ذمته المالية المقدم للجنة العليا للانتخابات، وأنه لا يشعر بالحاجة لإخفاء شيء يعلمه الله عن العباد.
وأشار إحسان أوغلو إلى أن رئيس الوزراء أردوغان، منافسه في الانتخابات الرئاسية، لم يذكر حتى منزله في بيان ممتلكاته، غير أنه ظهر من خلال التسجيلات الصوتية التي تسربت خلال التحقيق في قضية الفساد والرشوة الأخيرة أن أردوغان يمتلك أموالًا تقدر بعشرات الملايين من اليوروهات، الأمر الذي دفع المعارضة إلى القول بأن إقرار الذمة المالية الذي أعلنه أردوغان ليس حقيقيًا، ومطالبته بإعلان جميع ممتلكات أبنائه وزوجته وأقاربه.
ولفت إحسان أوغلو إلى أن الانتخابات الرئاسية لا تجري في ظل ظروف عادلة، مضيفًا: “تنقل جميع القنوات التليفزيونية أي لقاء جماهيري يعقده أردوغان، في حين تتجاهل القنوات نفسها نشر حتى أي خبر عنّي أو عن المرشح الثالث”.
وتبث 13 قناة وطنية تركية، وعلى رأسها التليفزيون الرسمي للدولة (تي آر تي)، البرامج والنشرات المؤيدة لأردوغان، بتعليمات منه شخصيًا، وهو ما يجعل المعارضة توجه الانتقادات المتواصلة للحزب الحاكم.
10/7/2014