واشنطن (زمان التركية)ــ وصف مركز بحوث أمريكي الاتفاق التركي الروسي بشأن المنطقة منزوعة السلاح في إدلب شمال سوريا بأنه “اختبار” حاسم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وليس انتصارًا دبلوماسيًّا كما يصوره البعض.
ورأى معهد سياسات الشرق الأوسط أن تنفيذ الخطة سيكون صعبًا للغاية، وسيتوقف على قدرة تركيا على إقناع الميليشيات الحليفة بإلقاء السلاح الثقيل وإخراج جميع الفصائل المتطرّفة من منطقة خفض التوتر قبل الـ 15 من تشرين الأول /أكتوبر المقبل.
وجاء في التقرير: “كانت صفقة إدلب مهمّة في تاريخ النزاع بسوريا، وقيل إنَّها كانت بمثابة انتصار دبلوماسي لأنقرة… لكنَّ الحقيقة أنَّه من المبكّر قول ذلك”. بحسب ما نقل موقع (إرم نيوز).
ولفت التقرير الصادر أمس الاثنين، إلى أنَّ الميليشيات الموالية لتركيا في إدلب وافقت على الصفقة لكنها تعهدت بعدم إلقاء سلاحها.
وأشار إلى أنَّ كبرى تلك الميليشيات -وهي هيئة تحرير الشام- لم ترد على الاتفاق بعد، لكنَّ هناك شكوكًا كبيرة بأنَّها ستوافق على الانسحاب من المنطقة المنزوعة.
كما أشار التقرير إلى موقف جماعة حرّاس الدين؛ وهي ميليشيا صغيرة في إدلب والتي رفضت الصفقة ودَعَت جميع المسلحين، إلى شن عمليات عسكرية هناك.
وقال التقرير: “حتى وإنْ نجحت تركيا بإقناع المسلحين المتشدّدين بالانسحاب ستبقى هناك أسئلة كثيرة بما فيها: إلى أين سيذهب هؤلاء؟ (…) وكانت تركيا اقترحت عودتهم إلى بلادهم لكن من يريد هؤلاء المتطرفين داخل حدوده….. إلى جانب ذلك فإن حقيقة أنَّ تركيا لها نفوذ واسع على تلك الجماعات المتطرفة والمتشددة ليست جيدة لسمعتها.”
وأضاف: “في حال فشلت تركيا في تنفيذ الصفقة، فإنَّ ملايين من اللاجئين سيحتشدون عند حدودها في الوقت الذي تعاني فيه تركيا من اقتصاد مترنّح… كما أن سيطرة النظام السوري على إدلب سيعرّض تواجدها العسكري في سوريا للخطر؛ إذ من المتوقع أن تركّز القوات السورية والروسية بعد ذلك على المناطق الواقعة تحت السيطرة التركية شمال سوريا.”