برلين (زمان التركية) – رحبت دمشق وطهران، اليوم الثلاثاء، بالاتفاق الروسي التركي بشأن المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب شمال سوريا، فيما تشير جميع المعطيات إلى أن النظام السوري هو الرابح الأكبر.
وقالت خارجية النظام السوري في بيان، اليوم، إن الاتفاق كان نتيجة “مشاورات مكثفة”، وإن الترحيب بالاتفاق يأتي من باب “الترحيب بأي مبادرة لوقف نزيف الدماء السوري، وتسهم في استعادة الأمن في المناطق التي تضررت من الإرهاب”، بحسب البيان.
وبحسب الخارجية السورية فإن الاتفاق “مرتبط بوقت زمني”، وإنه يأتي ضمن الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها للحد من التصعيد في مناطق المعارضة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في ختام لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي الروسي، أمس الاثنين: “قررنا إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً على طول خط التماس، ابتداء من 15 من أكتوبر من هذا العام”.
وأضاف بوتين أنه بموجب التفاهمات مع أنقرة، “سيتعين على الفصائل المسلحة، بما فيها جبهة النصرة، الانسحاب من المنطقة.
من جهتها قالت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام السوري إن الاتفاق يشمل ثلاث مراحل في عودة المؤسسات الحكومية السورية إلى المنطقة.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق المبرم يدعو أيضًا لتأسيس منطقة منزوعة السلاح على طول خط الجبهة في إدلب بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر. وأنه على المعارضة تسليم أسلحتها الثقيلة تحت إشراف روسيا وتركيا بحلول 10 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت الصحيفة إن المرحلة الثالثة ستشهد عودة المؤسسات الحكومية إلى المحافظة الخاضعة للمعارضة بعد انسحاب مقاتلي المعارضة من المناطق السكنية.
إلى ذلك، رحبت إيران، من جهتها، بالاتفاق، واعتبره وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، نجاحا للدبلوماسية، مضيفاً أن زياراته إلى تركيا وروسيا في الأسابيع الأخيرة كانت تهدف إلى التوصل لاتفاق لتفادي الحرب في إدلب “مع التزام راسخ بمكافحة الإرهاب المتطرف”، على حد قوله.
ترحيب دولي
ورحبت أطراف دولية عديدة باتفاق إدلب الأخير.
وأعرب مصدر مسئول في الخارجية الأمريكية، ترحيب واشنطن بجهود روسيا وتركيا لإنهاء العنف في محافظة إدلب السورية، واتفاقهما على إعلان منطقة عازلة تضع حداً للتوتر هناك.
وقال المصدر، في تصريحات إلى وكالة “نوفوستي”: “نرحب ونشجع روسيا وتركيا على اتخاذ خطوات عملية لمنع الهجوم العسكري من حكومة الأسد وحلفائه، على محافظة إدلب، كما نرحب بأي جهود مخلصة للحد من العنف في سوريا”.
كما رحّب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بالاتفاق التركي الروسي، المتعلق بإقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام والمعارضة بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في تغريدة نشرها ماس، اليوم الثلاثاء، عبر حسابه على “تويتر”، شدّد فيها على وجوب تطبيق الاتفاق التركي الروسي “فورًا”.
وقال ماس: “كل ما يساهم في منع وقوع كارثة إنسانية أمر جيد”.
يذكر أن الاتفاقات التي عقدها الرئيس التركي أردوغان مع حليفيه إيران وروسيا في سوريا أسفرت عن انتقال الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، وعلى رأسها مدينة حلب، إلى النظام السوري بقيادة بشار الأسد.
وكل المعطيات الحالية تشير إلى أن الأسد سيكون الرابح الأكبر من الاتفاقية الأخيرة التي عقدها أردوغان مع نظيره الروسي بوتين بشأن تشكيل منطقة منزوعة السلاp في محافظة إدلب، إذ سيتم بموجب هذه الاتفاقية تجريد المعارضة السورية من أسلحتها وتسليم المحافظة لنظام الأسد بصورة تدريجية، كما حدث في المناطق الأخرى.