أنقرة (زمان التركية) – قررت الفصائل المعارضة في إدلب شمال سوريا والمدعومة من تركيا، صد العملية العسكرية المحتملة للنظام السوري وحلفائه على المدينة التي تشكل آخر معاقل المعارضة السورية.
وتعد تركيا خطط بديلة في حال تنفيذ النظام السوري العملية العسكرية.
وكانت تركيا أقنعت عددًا من الجماعات الجهادية الصغيرة للتوحد تحت مظلة واحدة وهى “الجبهة الوطنية للتحرير” من أجل صد أي عمل عسكري محتمل على إدلب. ولاحقًا أعلنت تصنيف “هيئة تحرير الشام” تنظيمًا إرهابيًا بعد فشلها في إقناع التنظيم بحل نفسه والانضمام للتكتل الجديد.
في غضون عامين استعاد النظام السوري بدعم من إيران وروسيا السيطرة على مناطق المقاومة كافة، وتعد إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا وتضم بداخلها نحو 3.5 ملايين نسمة.
ويبدو أن الهجوم على إدلب لا مفر منه، لكن ما ستشهده المدينة أكثر من مجرد استعادة السيطرة على المنطقة. إدلب ليست فقط الجبهة الأخيرة للحرب الدامية القائمة في سوريا بل هي نقطة اندلاع الثورة السورية.
وأعدت تركيا خطتين بديلتين لمنع الكارثة الإنسانية التي ستشهدها المنطقة في الوقت الذي يترقب فيه العالم مهاجمة قوات الأسد للمدينة من أربع نقاط مختلفة خلال الأيام المقبلة.
وبحسب قناة خبر ترك تتمثل الخطة الأولى في إقامة منطقة عازلة على امتداد 18 كيلومتر لحماية المدنيين في حال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، بينما تتمثل الخطة الثانية في استقبال المدنيين على خط جندريس داخل حدود عفرين في حال اضطرارهم لمغادرة المدينة. وأعدت تركيا كل الأعمال البحثية والدراسية للخطة الثانية.
وتواصل تركيا منذ أيام ارسال القوات العسكرية إلى الحدود وذلك للحيلولة دون دخول عدد كبير من اللاجئين القادمين من مدينة إدلب.
كما أسست تركيا مخيمًا كبيرًا داخل حدود سوريا لاستقبال اللاجئين.
وتحشدت قوة عسكرية مسلحة مكونة من 21 ألف شخص من قوات الأسد على خط حلب، بينما يوجد 3 آلاف من قوات النظام و6 آلاف من الميليشيات التابعة لإيران على خط حماه.
وفي منطقة اللاذقية يتمركز ألفان من جنود الأسد والقواعد العسكرية الروسية وجيش النصيريين وهم أكثر ما يرهبون المدنيين بالمنطقة.
وشكل النظام السوري مراكز عمليات وتنسيق في 7 نقاط مختلفة بالمنطقة في إطار العملية العسكرية على إدلب، حيث تضم أحد النقاط القوات الروسية، بينما تضم النقاط الأخرى الميليشيات التابعة لإيران، في حين تتمركز قوات الأسد في نقطتي عمليات.
هذا وتقع ثلاثة من هذه النقاط على مقربة من نقاط المراقبة التابعة للجيش التركي، بينما تشير المعلومات إلى تأسيس النظام السوري قواعد له بالقرب من القواعد التركية على خط اللاذقية ونبل زهرة.
هذا تخطط تركيا أيضا للجوء إلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لوقف العملية.
وكانت تركيا قد أسست 12 نقطة مراقبة في إدلب وفق اتقاق أستانة لخفض التصعيد.
وتقول السلطات التركية إنها استقبلت على أراضيها حوالي 3.5 ملايين لاجئ من سوريا وقد تجاوزت قدراتها على استيعاب المزيد.
وتشكل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا، حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة، على رأسها “هيئة تحرير الشام” (تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي سابقا)، وكانت المحافظة خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.