أنقرة (زمان التركية) – قررت السلطات الفرنسية السماح أخيرًا لأسرة تركية لاجئة مؤلفة من أم وثلاثة أطفال كانوا عالقين في مطار باريس بدخول أراضيها بعد عشرة أيام على وصولهم، كانوا مهددين خلالها بالترحيل إلى تركيا.
وكانت ملك يلماز تعمل مدرسة جغرافيا في تركيا خلال الفترة بين عامي 2009 و2016، وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة فصلت من عملها بموجب أحد مراسيم الطوارئ مثلما حدث مع الآلاف من زميلاتها، بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي.
وفور فصل ملك من وظيفتها تم اعتقالها ومن ثم إخلاء سبيلها لاحقا مع إخضاعها للرقابة القضائية.
وقضت المحكمة بحبسها 6 سنوات و3 أشهر، حيث اعتبرت ملك عضوا بتنظيم إرهابي بسبب عملها في مدارس حركة الخدمة قبل عام 2009 وإلحاق أطفالها الثلاثة بمدارس الخدمة. وكان زوج المدرسة غادر تركيا لكونه مطالبا داخلها.
ضربة حظ
لاحقا عبرت ملك مياه نهر ماريتسا الذي بات مقبرة لعشرات اللاجئين السوريين والأتراك على حد سواء وانتقلت إلى اليونان بطرق غير قانونية، ثم قامت بشراء تذكرة طيران إلى فرنسا برفقة زوجها الذي التقى بها في اليونان.
لم يلحظ الشرطي الذي تفقد إقامة الزوج باليونان خلال فحص جوازات السفر عدم امتلاك ملك وأطفالها الثلاثة تأشيرات فرنسا. لكن بعد هبوطهم في مطار باريس أوقفتهم الشرطة الفرنسية.
ومنذ السابع والعشرين من أغسطس/ آب الماضي تعيش ملك برفقة أطفالها الثلاثة البالغة أعمارهم 10 و12 و14 عاما داخل مطار باريس.
ولجأت وزارة الداخلية الفرنسية إلى المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية، وهو مؤسسة فرنسية مستقلة تتولي تقييم طلبات اللجوء، لتقييم الطلب الذي تقدمت به ملك.
رفض ثم قبول
بعد مقابلة فيديو استمرت 40-45 دقيقة قرر المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية أنه لا يمكن للأم وأطفالها الثلاثة اللجوء إلى فرنسا، ولم يتغير القرار على الرغم من الطعون التي تقدم بها زوج ملك ومحاميها. وعندما طالبت ملك من شرطة المطار استقدام طبيب بسبب إصابتها وطفليها بوعكة صحية أبلغها أفراد الشرطة أنه ليس هناك حاجة للطبيب نظرا لأنه سيتم ترحيلها.
لكن لحقًا، سمحت السلطات الفرنسية للأسرة التركية بدخول أراضيها بعد عشرة أيام على احتجازهم في المطار.
وفي الإطار كان مراسل صحيفة لوموند الفرنسية في تركيا السابق جويليام برير استنكر الواقعة عبر حسابه بموقع تويتر، إذ أشار برير إلى رفض السلطات الفرنسية طلب اللجوء الذي تقدمت به المدرسة السابقة في مدارس حركة الخدمة على الرغم من صدور حكم بحقها بالسجن سبع سنوات داخل تركيا.
واستنكر برير موقف المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية قائلا: “توجد احتمالية ترحيل السيدة وأطفالها.. أمر يصعب تصديقه”.
الأتراك ظاهرة لجوء جديدة في أوروبا
استقبلت أوروبا اللاجئين الوافدين من تركيا عقب انقلاب عام 1980، وبعد الأحداث التي وقعت في جنوب شرق تركيا هاجر الأكراد من تركيا إلى أوروبا.
وبعد موجة اللاجئين السوريين نتيجة للحرب الأهلية القائمة في سوريا منذ ثماني سنوات استقبلت أوروبا نوعا جديدا من اللاجئين وهم الأتراك بعد المحاولة الانقلابية الغاشمة التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016، هربا من الملاحقات الأمنية.