باريس (زمان التركية) – قال الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إنه يرجح عقد شراكة استراتيجية مع تركيا، عوضًا عن انضمامها للاتحاد الأوربي، متذرعًا بما وصفه “مشروعات أردوغان الإسلامية المناهضة لأوروبا” لكنه أكد في الوقت نفسه على أهمية هذه الشراكة.
وقال إيمانويل ماكرون في كلمته خلال الاجتماع السنوي الذي يعقده مع السفراء الفرنسيين في قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس: “في ضوء إعادة انتخاب الرئيس التركي الذي أجريت معه حوارات بشكل مستمر حول مشروعاته الإسلامية المناهضة لأوروبا، هل حقًا تفكرون في أننا سنستمر في الحديث حول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي؟ يجب أن نقيم شراكة استراتيجية مع تركيا بدلا من عضويتها في الاتحاد الأوروبي”.
وتعرضت مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي لحالة جمود في السنوات الأخيرة بسبب عدم تنفيذ تركيا إصلاحات فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان.
وأشار ماكرون إلى أن تركيا كانت تقف في صف الدول الأوروبية خلال فترة الحرب الباردة، إلا أن الظروف تغيرت، قائلًا: “لقد تجاوزنا فترة الحرب الباردة، والآن تركيا أردوغان ليست هي تركيا أتاتورك، علينا أن نستخرج النتائج اللازمة من هذا الواقع والتحرك وفقًا لذلك”.
وأكد ماكرون أن تركيا وروسيا من الدول التي شغلت مكانًا في التاريخ الأوروبي، قائلًا: “إن تاريخ هؤلاء الناس جاء مع تاريخ أوروبا. لذلك علينا ان نبني المستقبل أيضًا سويًا”.
شراكة استراتيجية مع تركيا وروسيا
وشدد ماكرون على استعداد بلاده التام للتدخل مرة أخرى في سوريا في حال استخدام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية مرة أخرى ضد معارضيه، موضحًا أنه ينتظر من روسيا وتركيا فعل المزيد فيما يتعلق بملف سوريا.
كما أكد على أهمية وضرورة إقامة شراكة استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي وكل من روسيا وتركيا، قائلًا: “لا يمكننا أن ننشئ أوروبا لأمد طويل دون إعادة النظر في العلاقات مع روسيا وتركيا”.
وفيما يتعلق بالملف السوري، حذَّر ماكرون من أن بقاء الأسد على رأس السلطة يعتبر “سيناريو مفجع”، قائلًا: “من تسبب في تهجير ولجوء الملايين من الأشخاص؟ من قتل شعبه؟ إن مهمة الرموز التي ستقوم بإدارة سوريا في المستقبل، ليس من مهام فرنسا، كما أنه ليس من شأن أي دولة أخرى. وإنما مهمتنا ومصلحتنا أن نجعل الشعب السوري في وضع يسمح له بأن يقوم بذلك بنفسه”.
يجب ألا تكون أوروبا معتمدة على أمريكا
وأوضح ماكرون أن الفترة الأخيرة شهدت تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لخسائر كبيرة فيما يتعلق بملفات الأمن على وجه الخصوص، قائلًا: “لا يجب أن تكون أوروبا معتمدة على الولايات المتحدة الأمريكية فقط فيما يتعلق بملفات الأمن. من المهام الواقعة على عاتقنا اليوم تحمل مسؤولية توفير أمن واستقلالية أوروبا”.
وأفاد أنهم يبحثون عن شركاء جدد فيما يتعلق بملف الأمن، مشيرًا إلى أنه تم تسجيل تقدم مهم وملحوظ مع روسيا فيما يتعلق بالملف السوري.
وأكد في نهاية خطابه على ضرورة إطلاق أوروبا حوارًا مع روسيا فيما يتعلق بملفات الأمن المعلوماتي والأسلحة الكيميائية والأمن الجوي.
وكانت تركيا أبدت انزعاجها من تقرير الاتحاد الأوروبي الأخير الذي ذكر أن أنقرة “تبتعد كثيرًا” عن مسار عضوية الاتحاد وأن محاولتها نيل عضويته ضمن مرحلة “الجمود”.
وكان رئيس وزراء النمسا سيباستيان كورز الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي قال إنه يجب عليه إنهاء مفاوضات العضوية مع تركيا في أقرب وقت دون تماطل و”البحث عن خيارات مختلفة في علاقاتنا مع تركيا على أساس علاقات الجوار.”