برلين (زمان التركية)ــ كشفت تصريحات أدلى بها وزير الاقتصاد والطاقة في ألمانيا، بيتر ألتماير، أن لدى بلاده رغبة في تجاوز الخلاف مع تركيا وتعميق الشراكة الاقتصادية، في ظل أزمة سياسية بين تركيا والولايات المتحدة انعكست على الاقتصاد.
وقال الوزير لتماير، في مقابلة مع صحيفة “بيلت أم زونتاغ”، أن برلين ترغب في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع أنقرة.
ولفت الوزير إلى إنه مسؤول عن مصالح أكثر من 7 آلاف شركة ألمانية تعمل في تركيا.
وأشار بحسب ما نقلت صحيفة (الأخبار) التركية، إلى الزيارة التي من المزمع أن يجريها إلى تركيا رفقة وفد موسع في أكتوبر المقبل، والتي سيلتقي خلالها وزيري الاقتصاد والطاقة.
وحذر من أن الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات التركية والصينية “يمكنها أن تضر بالاقتصاد العالمي”. وأضاف “هذه حرب تجارية تقلل من النمو الاقتصادي وتهدمه، وتخلق عدم الثقة”.
وتابع التماير: “أظهر التاريخ أن الحروب التجارية تضر بشكل خاص بالمستهلكين؛ لأنها تتسبب في ارتفاع أسعار السلع”.
وأكد “نحن بحاجة إلى تجارة عالمية ذات رسوم منخفضة، وحمائية أقل، وأسواق مفتوحة”.
وعلى خلفية التوتر في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، سائت أوضاع العملة المحلية في تركيا، بعد العقوبات الأمريكية على وزيرين تركيين وما تلاه من عقوبات تمثلت في إلغاء صفقة مقاتلات كانت تنتظرها أنقرة، وكذلك إعلان الرئيس الأمريكي مضاعفة الرسوم الجمرية على صادرات تركيا من الصلب والألمونيوم.
من جانبه قدم “بيرات البيرق”، صهر الرئيس التركي، ووزير الخزانة والمالية التركي شكره لوزير الاقتصاد والطاقة الألماني، بيتر ألتماير.
وقال ألبيراق عبر تويتر: “سعيد بتصريحات السيد بيتر ألتماير فيما يتعلق بهجوم الولايات المتحدة الامريكية على تركيا. فنظر الساسة للوضع بنية حسنة وبدبلوماسية سيزيد ثقة الشعب التركي العلاقات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي”.
وفي سياق متصل كانت الناطقة باسم الحكومة الألمانية أولريك ديممر وصفت تركيا بأنها “شريك قريب ومهم في العديد من القضايا” بالنسبة لبلادها، وأكدت أنهم “يولون أهمية بالغة” للقاءات مع تركيا.
وتأتي تصريحات المسئولين الألمان، في ظل استعداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة ألمانيا، في زيارة رسمية هي الأولى لأردوغان منذ 2014، ومن المحتمل أن تكون الزيارة أواخر شهر أيلول / سبتمبر المقبل.
من جانب آخر طالبت وسائل إعلام ألمانية عدة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بإتخاذ موقف صارم تجاه أردوغان في القضايا العالقة بين البلدين، وعدم استقباله بمراسم رسمية.
وقد شهدت العلاقات بين ألمانيا وتركيا توترًا عقب محاولة الانقلاب الفاشل على أردوغان التي وقعت في 15 يوليو/ تموز 2016، واعتقال مواطنين ألمان بينهم الصحفي دينيز يوجيل والناشط بيتير ستودنير وغيرهما، لكن تراجعت حدة التوتر مع إخلاء سبيل كل من يوجيل وستودنير ورفع حالة الطوارئ في تركيا مؤخرا.
وقد رفعت الحكومة الألمانية مؤخرًا العقوبات التي مارستها على تركيا في الفترة المتأزمة.