القاهرة (زمان التركية) – علق معارض تركى على تراجع قيمة الليرة بشكل متسارع مؤخرًا، مؤكدًا أن الأزمة بين الولايات المتحدة وأنقرة والتي فاقمت من الأوضاع السلبية للعملة المحلية سببها سياسي وليس اقتصاديا.
وقال المعارض التركي سنان أيدين، إن الليرة تشهد مستوى انهيار قياسي لم تشهده البلاد قبل ذلك، معتبرًا أن تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان “الطفولية” تجعل من المستحيل حدوث أى تحسن فى قيمة الليرة أمام الدولار.
وفي ظل تفاقم التوتر بين أنقرة وواشنطن والمخاطر المحدقة بالاقتصاد التركي جراء العقوبات الأمريكية على إيران، وصلت خسارة الليرة التركية أمام الدولار خلال أسبوع واحد إلى 6.34%، وشهدت الليرة منتصف الأسبوع الماضي تراجعًا تاريخيًّا بارتفاع الدولار الواحد إلى 5.42 ليرة، ليتراجع نهاية الأسبوع إلى 5.23 ليرة.
وتابع أيدين خلال مداخلة مع فضائية “ten” المصرية: “المحاولات التركية والأمريكية لحل الأزمة الدبلوماسية القائمة بينهما بشأن القس الأمريكى فشلت.. بعد هذا الفشل سجل الدولار ارتفاعاً أمام الليرة التركية غير مسبوق”.
وأضاف أيدين: “إن تصريحات الرئيس التركى لم تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد التركى، خاصة وأن رجال الأعمال الأتراك تعمهم حالة من القلق الشديد جراء الأوضاع القائمة، مشدداً على أن الأزمة التركية ليست اقتصادية بل سياسية.
علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على التراجع العنيف في قيمة الليرة أمام العملة الأمريكية، بالقول: “إن كانوا يملكون دولارات، فنحن لدينا شعبنا، لدينا الحق ولدينا الله”.
وطالب أردوغان، شعبه مجددا بالإقبال على عملة بلادهم وبيع الدولارات للبنوك، معلنا ما أسماه “الكفاح الوطنى” فى وجه “الحرب الاقتصادية” التى تُشن على تركيا.
أردوغان نظم الانقلاب الفاشل
وأوضح المعارض التركى أيدين أن “أردوغان”، غيب الأمن القانونى والاستثمارى فى البلاد بتصرفاته العشوائية والتعسفية، خاصة عقب تورطه فى عمليات فساد فى عام 2016، وتابع: “أردوغان هو من نظم الانقلاب الفاشل للتخلص من قيادات الجيش الذين كانوا يقفون أمام تنفيذ مشاريعه فى الداخل التركى والمنطقة”.
وأشار المعارض التركى إلى أن “أردوغان”، يعمل على تعيين ذويه فى مناصب الدولة المختلفة وبخاصة فى المؤسسات الحساسة، لافتاً إلى أن وزير المالية التركى هو صهر “أردوغان”، وعندما التقى برجال أعمال أتراك اليوم من أجل طمئنتهم لم يهتموا بما يقول وركز الجميع على هواتفهم لمشاهدة القفزات المتتالية والمتسارعة للدولار أمام العملة المحلية، ما جعل علامات القلق تظهر على وجوههم.
هذا وتواصل الليرة انخفاضها بشكل متسارع حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد إلى مستوى تاريخي غير مسبوق، مسجلًا 6.83 ليرة تركية للمرة الأولى، ليعلن دخول الليرة التركية في أزمة خطيرة. وسجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا قدره 180 قرشًا خلال 5 أيام فقط.