إسطنبول (زمان التركية)ــ منعت فرق مديرية “حماية جسور مضيق البوسفور” في إسطنبول، 645 حالة انتحار، خلال السنوات الثلاثة الماضية، ما دفع موقع (احوال تركيا) للتساؤل في تقرير عن العدد الحقيقي للمُنتحرين فعليا، وعن الأسباب والدوافع التي تؤدّي بأعداد كبيرة من المواطنين الأتراك للتفكير بهذه الخطورة للتخلّص من حياتهم في البلاد.
وألقي التقرير باللوم في تزايد حالات الانتحار مؤخرا على صدور العديد من المراسيم في ظلّ حالة الطوارئ بفصل عشرات الآلاف من الموظفين، وتردّي الوضع الاقتصادي والواقع المعيشي للمواطنين، فضلا عن اعتقال عشرات آلاف آخرين بزعم تأييدهم لرجل الدين المُقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن، والذي تتهمه أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.
الكاتب التركي عمر فاروق جَرْجَرلي أوغلو، أكد أنّ 16 في المئة ممن تأثروا بالمراسيم بقانون، راودتهم فكرة الانتحار، وقال إنّ هذه نسبة كبيرة وتدعو للقلق بشكل كبير. لكن الأسوأ أن تحذيراتنا في هذا الصدد لم تؤخذ بعين الاعتبار، ما نتج عنه زيادة معدلات الانتحار في صفوف هؤلاء بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها الأناصول، قامت مديرية “حماية جسور مضيق البوسفور” بإسطنبول، بتشكيل فرق خاصة من الشرطة عام 2015، مهمتها إقناع الأشخاص بالعدول عن الانتحار من جسور “شهداء 15 تموز” و”السلطان محمد الفاتح” و”السلطان ياووز سليم” بإسطنبول.
وبعد تلقيهم دروسا في علم النفس والاتصال وطرق الاقناع ولغة الجسد وإدارة الغضب، يسعى أعضاء تلك الفرق بإقناع الأشخاص الذين يحاولون الانتحار.
وخلال حديثه للأناضول، قال العضو في إحدى الفرق، الشرطي محمد علي دمير، إن هدفهم الأول هو التعرف على الشخص المقدم على الانتحار.
وأضاف أنه بعد الحصول على كامل معلوماته، نبدأ بوضع طريقة لمفاوضات إقناع الشخص.
وتابع أنه بعد معرفة سبب إقدامه على الانتحار، نبدأ بالمفاوضات معه لإقناعه بالعدول عن قراره، وهذه الطريق أثمرت عن نتائج في 157 حالة انتحار.
بدوره، قال سعد الدين جاقير، إن المفاوضات تستمر بين 15 دقيقة وساعة ونصف الساعة، وخلال المفاوضات نحرص على عدم التماس جسديا مع الأشخاص.
يُذكر أنّ رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم نجح مؤخرا في أعقاب صدور نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، في أن يثني مواطنا تركيا عن الانتحار، بعد أن حاول الأخير الانتحار بإلقاء نفسه في البحر من فوق أحد جسور إسطنبول. واستمر يلدريم في تهدئة المواطن لأكثر من ساعة، وتعهد له بحل مشاكله على أن يعد هو بعدم تكرار مثل هذا التصرف.
وقبلها بفترة، وبنفس الطريقة التي تحدث الإعلام العربي والدولي عن طرافتها، تمكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من إقناع رجل، كان ينوي الانتحار بالقفز من أعلى جسر البوسفور في إسطنبول، بعدم قتل نفسه، وفقا لما أورده الإعلام التركي الذي ذكر أنّ الرجل كانت لديه مشاكل مع زوجته ويعاني من الاكتئاب.